بقلم … هدى عزالدين
لعنة العسل …
لا تهزمني إلّا الحقائق… بعد الزّيف.
آمنتُ بكم حتّى سجنتُ روحي،
خلف أسوار شدّدتها بيدِ الوهم.
فماذا لو كنتُ حشرة؟
هل أصلُ إلى الحقيقة، أم أُسحق تحت حذاء إنسان؟
لكن، أيّ حقيقة؟
وهل نصل إليها، أم نسقط فيها كما تسقط الحشرة في كأس العسل؟
تحسبه منتهى اللذة… فإذا به قبرٌ لزج، لا خلاص منه.
وإذا سقطتُ، فهل أعود؟
أموت في العسل، فأُبعث في صورة إنسان…
إنسان أكثر غباءً،
يبحث عن ذات الكأس،
ويعيد السّقوط… مرّةً بعد مرّة.
كانت الدّموع شهيّة، تلمع على شفتيّ كأنّها بقايا اعتراف،
لكنّني لم أذقها…
كان العسل يطغى على كل شيء.
انسلختُ من كأسها الحلو، كي أعلن سقوطي المرّ.
لكن لا تسأل… ففي الأسئلة متاهة،
حين تغرق في بئرٍ تظنّها بداية نصّها المفقود.
تلك هي صاحبة الجنون،
الّتي ترى ما لا يراه العقلاء،
وتسأل ما لا يُحتمل سؤاله،
وتحمل لعنة المعرفة كأنّها قدرٌ محتوم.
فهل الجنون لعنة… أم امتياز؟
إنّه بابٌ سريٌّ نحو الإدراك،
يُفتح فقط لمن تجرّأ على السّقوط…
بلا خوفٍ من العودة.
بقلم … هدى عزالدين
Discussion about this post