بقلم … سعيدة باش طبجي
《نَشوةُ الخَلْقِ》
تَعَالوْا نُوَشْوِشْ للمِدَادِ قَوَافيَا
ونَرْصُدْ بِثَغْرِ الحَرْفِ تنْهِیدَةَ الشّوْقِ
ونهْمِسْ لأنْدَاءِ الصّباحَاتِ بَوْحَنا
وما انْسَابَ فِي الأضْلاعِ مِنْ رَفّةِ الخَفْقِ
ونَنْقُشْ علَى جذْعِ النَّخیلِ قصاٸدَ
و نُنْشِدْ مع الغَيْماتِ أهْزُوجةَ البَرْقِ
ونَكْتُبْ بأسْفارِ الزّمانِ مَلاحِمَ
ونَسْرُدْ لأُذْنِ الموْجِ أُُسْطُورةَ العِشْقِ
ونَقْرَأْْ علی مَدِّ الحياةِ و جَزْرهَا
حَکایا تَضُخُّ النُّورَ في الأعْیُنِ الوُرْقِ
تَعالوْا نُحَلِّقْ في ذُرًی مِنْ هُیامِنا
ونُغْلِقْ بحُلْمِ المجْدِ زنْزانةَ الطَّوْقِ
و نَنْفُضْ رَمادًا عاثَ في ریشِ حُلْمِنا
و نَرْکَبْ بِظَهْر الرّیحِ أرْجُوحةَ التَّوْقِ
ونَغْرِسْ بِقَلْبِ الأرْضِ رِیشًا وجَذْوةً
لَعَلَّ الثَّرَی یَغْدُو نوارِسَ في الأُفْقِ
وتنْتفِضُ الأوطانُ مِن مَهْدِ ذُلِّها
عَراٸسَ قَد ثارَتْ عَلی رِبْقَة الرِّقِّ
تَعالوْا رفاقَ العِشْقِ و الشّعْرِ و الرُّؤی
لِنَنْثُرَ بَذْرَ الحَرْفِ في العرْقِ والعِذْقِ
فمِنْ سُنْبُلِ الأشْعارِ نَعْجِنُ خْبْزَنا
ونَشْرَبُ شهْدَ الماءَ مِنْ حَلْمَةِ الوَدْقِ
ونَسْكَرُ مِن خَمْرِ المَجازِ مُعَتّقًا
نُعَاقِرُ كأْسَ الشّعْرِ رَيّانَةَ النَّشْقِ
يُعَلّمُنا البَحْرُ الخِضَمُّ صُمُودَنا
وَصَايَا العُلَا والعِزِّ مِنْ حِكْمةِ الدَّفْقِ
وإِنْ عَمَّ عَتْمُ اللّيلِ في غَرْب عُمْرِنا
سَنَسْرِقُ نُورَ الفجْرِ مِنْ بُهْرَةِ الشّرْقِ
و نَأْخُذُ مِنْ شَمْسِ الأصَيلِ خِضَابَنا
بِألْوانِ قوْسِ الشّعْرِ والعِشْقِ والبَرْقِ
نُطهّرُ بِالأنْداءِ لوْثةَ عَجْزِنا
وَ تَغْسِلُنا بالطُّهرِ نَافُورَةُ الذّوْقِ
فَنَصْبِغُ بالأنْوارِ مَاءَ مِدَادِنا
ونَنْقُشُ تِبْرَ الحَرْفِ فِي جَبْهَةِ الأُفْقِ
فيَا زَبَدَ الأشعارِ يَا دَفْقَ أدْمُعِي
فَقاقِيعُ أحْزانِي عَلَى مذْبَحِ الشَّنْقِ
تَبَخّرْ ِلتَكْسُو الرُّوحَ بُرْدَ ارتِواءَةٍ
و بَرْدًا سلامًا فِي الشَّرايينِ والعِرقِ
تَسَرّبْ إلَى شُطاؔنِ حَرْفِي ونَبْضَتِي
وكُنْ نسْمةً تنْسَابُ عِطرًاً إلَى العُمقِ
تَرَنَّحْ بأُفْقِ الحُلمِ أنْغَامَ نَشْوَةٍ
ودَغْدِغْ مَسَاماتِ الصَّبابَةِ والشَّوْقِ
فَتَخْتَنِقُ الأحزانُ فِي سَلّةِ الأسَى
وتَنْتَعِشُ الأشْوَاقُ في سَلّةِ الرَّوْقِ
إلى اؔكِلِي قَلْبَ الجَمالِ وأفْقَهُ
قَراصِنَة الأحْلامِ والشِّعرِ والعِشْقِ
أقولُ وحَرفي نابضٌ في يَراعَتي
و عُشّاقُ حرفِ الضّادِ في جَذْوةِ التَّوْقِ:
“سَتَنْتَحِرُ الأطْمَاعُ و الجَورُ والأذَى
عَلَى مَذْبَحِ التَّنْكِيلِ والغَرْقِ والحَرْقِ”
“وتَبْقَى القَوافِي شَامِخاتٍ عَلى الذُّرَى
تُعَانِقُ هَامَ المَجْدِ فِي نَشْوَةِ الخَلْقِ”
《 سعيدة باش طبجي》
Discussion about this post