ومن الكيّ ما يشفٍي
بقلم/ روضة بوسليمي
لقد أزفت السّاعة
وأُحلّ لي حرقُ صفحات الماضي
وآستقطارُ آخرِ ما في كأسي
زيتا يضيء عتمة
عمّرت في مداراتي
فخنقت كلّ شروق
انبثق من أصابعي العشرة
وقد أشعلتها شموعا
جُبلت على الإيثار …
لقد أفتيت لنفسي المنهكة
أن تُنذر ما بقي من نبضها للسّلام
وأن لا تكلّم بعد الفتوى إنسيّا
فالقلب المعنّى أمسى نسيا منسيّا
لقد أدركتُ اللحظة الحاسمة
وحُقّ لي مزج آهاتي
بحرف خجول هدّار
أنادي من كلّ فجّ عميق
شعرا تشرّب الحكمة
من أقداح الوقار
يا حزنا تضمّخ بالنّبل والشّجن
لنتقاسمْ ملاذاتِ ليلة مقمرة …
بالتّساوي —
ونمضِ بخطى مجنونةٍ
على أرصفته …
نلملم ما تيسّر من بقايانا
هديّة للرّيح …
وندسّ بعضها
بين ثنايا سراب وغموض
ونحن نمتطي وطأة الهمّ حينا
ونلوّح أحيانا بالنّذر والقرابين
لقد تعرّت الحقيقة
حين أصبتَ عيونَ الخطايا
وأنت تغضّ عينيك
عمّا تقدّس من آيات شموخي
وتحرثُ عميقا خنادقَ جروح
حسبتُها اندملت
ما أقسى أن تتساقط الأيّام
يابسة …!!!
باهتةً ملامحها …!!!
وقد انتبذت ركنا قصيّا
في شرفات التّجاهل …
ما أوجع أن نقضيَ الأماسيَ
نحصي الدّمع في المآقي …!!!
ومحاصيلَ أنينِ
أقام في بيادر الرّوح !!!
لقد آن للطّبول أن تُقرع
على شرف رأسي الضّاجة
بالمهادنة …!!
أقول ؛ خذ الأرض ، برّها وماءها
خذ بعضا من السّماء
إنّي اتّخذت منها فجاجا
عبّدتها مسرى لأزكى النّوايا
إذ أنّ العلل الغادرة
لا تشفى إلّا بصادق الدّعاء
روضة بوسليمي / تونس
Discussion about this post