بقلم .. أنجيلا درويش
من الحاء إلى الرّاء …
لم نكن ضيوفًا
كنّا نزرع نفس الأرض،ونحصد الزّهر والحسك معًا
اليوم وبعد غدٍ وأمس
منْ صرخ ومن أستنجد
لم يسمع آخر صيحات الأمّهات الكرديّات،في شجرة الزّيتون
كلّ الّذين عادوا رجالاً من الغرفة المجاورة
حرثوا أجسادنا
أخذوا حصّتهم من دمنا
ولم يرتووا
أصدقائي سُعاة البريد
الأطبّاء المتجوّلون بعد منتصف القصيد…
الّذين رأيت فيهم أوطانًا صغيرة ،وحياة رغم صلابتها
في عري هذا السّيل لا رثاء ولا عزاء
مع هذا لم أقطع الجسر…
أصدقائي كبار المثقّفين
المتصنّعين؛
الّذين يعبرون المقاهي نيامًا
نفّذوا قرار قتلي
قالوا أنّني أبنة الجان،حين أنام
أشباهي الأربعين يصيرون سحب على أندر القمح،
وأنا النّسخة الخمسة والسّبعون مليونًا،
وأنا سوري
مسيحي
درزي
علوي
فلسطيني
أمازيغي
سنجاري
زنجي
أنا إنسان
من الحاء إلى الرّاء
أكره فكرة أن أكون عبدًا لغير الله
بقلم .. أنجيلا درويش
Discussion about this post