لولا الحبّ
بقلم/ سامح قاسم
لما استقرّ حجرٌ على حجر،
ولا ارتفعت قباب المدن،
ولا أغمض النّهر عينيه في حضن الضّفاف،
ولا آمنت الجذورُ بوعود الأرض.
لولا الحبّ،
لكانت الجدرانُ ترتجف،
والنّوافذُ بلا ذاكرة،
والأبوابُ بلا صدى،
والبيوتُ مجرد إسمنتٍ
باردٍ بلا أسماء.
لولا الحبّ،
لما عاد بحّارٌ إلى ميناء،
ولا أضاءت نجمةٌ دربَ المسافر،
ولا شقّ النسيمُ طريقه
نحو شرفةٍ تنتظر عودةَ المساء.
لولا الحبّ،
لكان الكونُ أنقاضًا بلا لغة،
وكانت الحجارةُ حجارةً فقط،
والمدنُ جثثًا ضخمة،
والحكاياتُ أصواتًا
ضاعت في الرّيح.
لكن الحبّ،
كصوت المطر فوق الأسطح،
كضوءٍ يتسلّق جدران الأزقّة،
كحجرٍ يحنّ إلى حجر،
يبني،
ويُصلح ما تكسر،
ويدفن الخوفَ بين ذراعيه،
كي ينهض العالمُ من جديد.
سامح قاسم
Discussion about this post