/ الشاهِد الملِكْ /
^^^^^^^^ / أحمد محمود حسن / ( قصة قصيرة )
ساعة ونصف الساعة والخطباء يتوالون على المنبر ، يتحدثون عن عبقريتي الشعرية ، وعن مؤلفاتي التي أغنت المكتبة العربية ، وعن استحقاقي بجدارة لهذا التكريم الذي أقامته لي فعاليات مدينتي بالتعاون مع المؤسسات الثقافية .
فُوجئتُ قبل يوم واحد باتصال هاتفي من شخص لاأعرفه ولم يُعطني الفرصة للتعرف عليه ، يدعوني لحضور حفل تكريمي الذي سيقام في الصالة الكبيرة ظُهر الغد .
ارتديت أجمل طقم رسمي كنت أحتفظ به للظهور في إحدى المناسبات الوطنية ، ثم اعتمرتُ قبعتي وتضمختُ بأفخر أنواع العطور ، وقبل الخروج من المنزل نقَّحتُ خطاب الشكر الذي كنت قد أعددته خلال الليل لكي أقرأه في الاحتفال ، وقد فاجأني الحشد الكبير من الحضور عند مدخل الصالة الكبيرة ،
لم يستقبلني أحد عند المدخل فدخلتُ كأيّ إنسان عادي ، وحاولتُ ، لكنني لم أستطع الوصول إلى المقاعد الأمامية حيث من المفروض أن يكون هناك مقعد مُعَدٌّ لجلوسي ، لكنني لاحظت أنه لايوجد هناك أي مقعد شاغر فجلستُ في آخر القاعة قريباً من باب الخروج .
ساعة ونصف من الخطابات وأنا أتوقع كلما نزل خطيب عن المنبر أن أسمع عريف الحفل يدعوني للمنصة ،لكن ذلك لم يحدث، سألت بعض من هم في جواري إن كان أحد منهم يعرف المشرف على الاحتفال ليدلني عليه ولو من بعيد ، لكنهم جميعاً أنكروا معرفتهم به ، ولم يبدُ عليهم أنّ أحداً منهم يعرفني أنا أيضاً ،
وفي اللحظات الأخيرة قبل الختام مرَّ من جواري عامل البوفيه الذي كان يُوصل الضيافة للصفوف الأمامية وكنت أعرفه جيداً فهو أحد أبناء حارتي فاستوقفته وسلمت عليه بحرارة ، ثم رجوته أن يُوصل خطاب الشكر الذي كنت قد أعددته للمناسبة إلى مُعدِّي الاحتفال لأنهم سوف يحتاجون لوضعه في الكُتيِّب الذي سوف يصدرونهُ قريباً عن المناسبة ، والذي سوف يتضمن كلمات الخطباء وصورهم ،
وماهي إلا دقائق قليلة حتى اتجهت جميع الكاميرات إلى المنصة التي صعدتها لجنة الاحتفال والمسؤولين المحليين لأخذ صور تذكارية عن هذا النشاط العظيم ، وفي حين كان الجمهور يغادر القاعة بعد انتهاء هذا الاحتفال ، كنت أضع قبعتي على المقعد مكان جلوسي قبل أن أغادر لعلها في يوم من الأيام ستكون / الشاهد الملك / على أنني كنتُ حاضراً حفل تكريمي . بقلم احمد محمود حسن
^^^ 1/ 4 / 2024
Discussion about this post