الكيتغ يكتب : (عتبات القيروان 1)
أدخلها من كلّ الأبواب
محموم المشاعر
بالحلق غصّة
و الصّدر غابة من المُدن
هات لي كأس خرّوب يا عمّ
أبلّل ريقي… ربّما… وعسى.
أقيظ وصهد في الشّتاء ؟!
أدخل يدى في جيبي
أبحث لهُ عن مائة مليم صفراء، بخدش
كانت بالأمس معي.
مذهولاً، أخرج حفنة من بيضِ الدّنانير
ما كان لها أن تكون في جيبي
فيختفي بائع الخرّوب
وتختفي عربته الصغيرة.
كان هنا والله.
وكأنّما الوقت استدار.
قبل ساعة، ذبلت الشّمس
وذي الآن، ترفل في عزّ النّهار
كم السّاعة الآن يا عمّ ؟
أسأل شيخًا يراقبني عند الجدار
يخرج الشّيخ هاتفه الجوّال
ويردّ وهو يبعد الآلة عن وجهه
ليرى…
-فات الظّهر… قالَ
وجامع الباب نبّه لأوّل العصر.
– أيّ عام نحن يا عمّ ؟!
يبحلق الشّيخ في وجهي
يتفرّسني
– هل غبت كثيرًا عن القيروان يا ولدي؟!
– فاتتني كلّ الأعراس يا عمُّ…
أربعون سنة إلاّ قليلا
ينهض الشّيخ ويبحث عن شيء ما في جيوبه
– حان العصر …
أشرب حفنة ماء من برّوطة
وجهك مُنخطف يا ولدي…
يمضي الشّيخ صوب المسجد القريب
وأنا طفل في العاشرة
واقف بين الظُّهر…والعصر.
د.(كمال العيّادي الكينغ) المستشار الثقافي لصحيغة الرواد نيوز
Discussion about this post