بقلم … جان كبك
تراتيل الياسمين …
في دمشق
ترتفع الجدران على أنفاس الرّيح
ويستحيل الحجر
قصيدةً تكتبها العيون ….
كلُّ نَفَسٍ يمشي في الشّوارع
يعيد زمناً منسيّاً
مثل نبعٍ ضاع بين الحقول….
في دمشق
تتكسّر الأبعاد
تحت وقع الأقدام
وتنبت الذّاكرة
زهرةً في قلب الزّمان….
في دمشق
يحتفظ الهواء
بالقبلات الأولى
ويغزل من خيوط
الفجر أغانٍ قديمة…..
في دمشق
يحوّل الليل لحظات الانتظار
إلى وعيٍ جديد
ويصبح الغيم رئةً
لمدينةٍ لا تعرف الزّمان …..
في دمشق
يعود التّاريخ ليعانق الوجوه
وتذوب الأزقة في عيونٍ غائبة
ترتفع الأصوات على أبواب الجرح
وتغنّي الشّام حزنها
في قلب الحجر …..
في دمشق
يخطو الزّمن خطوةً فوق الذّاكرة
ويترك في الهواء أثراً
من عطرٍ مفقود …
في دمشق
تنهض الأشجار فوق الجراح
وتسقط الأوراق
كأنّها رسائل حبٍّ قديمة……
في دمشق
تظلُّ الكلمات
تتناثر على أرصفةٍ عتيقة
وتظلُّ المدينة
تنبض في الذّاكرة
كما نبض قلبٍ حائر
في دمشق
يسير الليل حافياً
على ضوء الحكايات
ويتساقط الياسمين
كما تسقط المواسم
من يد الشّاعر
حين ينسى
وجهَ القصيدة ….
بقلم … جان كبك
Discussion about this post