دخلتُ عتبة الحلم
فوجدتُ امرأةً تنزف دماء
لم يكن المخاض
بل احتلالٌ تمدّد في رحمها
تئنّ وهي تلعق تراب الأرض
تطلب منها نشوة الموت
كانت فلسطين، بثديٍ مجروح ووردةٍ مفجوعة.
ثم رأيتُ طفلةً ترتجف في ظلّ الحائط
كانت ترتدي قميص النّوم، وعيناها دامعتان
تحاول أن تخفي رغبتها في الأمان
تخجل من دفء لم تعرفه
كانت سوريا
ضائعةً بين فخذ الحنين والسّياط.
ورجلٌ بفمٍ يتذوّق الدّم
يعضّ عنق الحياة
يغتصب وردةً نبتت رغم الخراب
كان جسده سيفًا
وصوته عواءُ ذئبٍ في عتمة
كان الاحتلال
وامرأةٌ محدبةٌ
تحمل بطنها المتيبّسة من الشّهوة الميتة
تأكل العفن من فرج الأيام
تغلق ساقيها على جمرٍ لا يبرد
كانت اليمن.
أنا لا عصفورةٌ مقيّدة الجناح
تئّن في سرير المرض
تحلم برجلٍ يفتح النّوافذ بجسده
لكنّها لا تجد سوى برد
كانت السّودان.
طفلةٌ تضع مساحيق الورد على خدّها الممزّق
تخيط ثوب الطّفولة بخيوط الدّم
ترقص لظلّ لا يعانقها
كانت لبنان.
وعلى طاولةٍ عارية
جلستُ أراقب أجسادًا
تتحرّك كقطع الشّطرنج
ثعلبٌ يهمس في أذن غزالةٍ مرتعشة
والحمار… يخلع بذلته ليُظهر قبحه العاري
لم يكن لعبًا… بل فِعل اغتصاب سياسي.
رأيتُ نفسي امرأةً بلا جسد
فقط فوضى
وصدرٌ مفتوح للريح
بزق الصّقر دمه على شفتيّ
وانكشفت الأرضُ كعذراء تُنتهك
من دون نجدة.
حاولتُ أن أضاجع النّجاة
أن أضمّد الجراح بالعري
لكنّ الصحوةَ مزّقت فستان الحلم
فاستيقظتُ على سائلٍ دافئٍ في فخذيّ
كان دمًا… أو بقايا رؤيا.
وامرأةٌ شمطاء
كمّمت شفتيّ
خشية أن أصرخ…
أن أشتهي…
أن أقول: أنا جسدٌ يعرف الحقيقة.
لوحة عصام درويش
رنيم نزار
Discussion about this post