بقلم:عبدالامير البهادلي
يا أميرة الطّيفِ السّابحِ في دمي،
شفتاكِ…
ليستا حدودًا لعالمٍ مرئيّ.
هما بوابتانِ مشرّعتانِ
على دهشةِ البداياتِ،
حيثُ يتشابكُ الغيم الأزرقُ العميقُ
بخجلِ الوردِ المتفتّحِ للتو.
هما ارتعاشةُ وترٍ شفيفٍ
في قيثارةِ الكونِ الصّامتة،
كلُّ نبضةٍ فيهما
تُعيدُ صياغةَ الأبجدية.
نظرةٌ عابرةٌ إليهما،
تُسقطُني في بئرٍ من الضّوءِ الخالص،
حيثُ تتلاشى الفواصلُ
بينَ الحقيقةِ والوهم.
وكلُّ ارتجافةٍ خفيّةٍ في خيالي،
تُشعلُ مداراتٍ جديدةً
في مدارِ اشتياقي السّرمديّ.
فأوصدِي، يا سيّدتي،
هذا المنجمَ العجيب،
كي لا تفيضَ ينابيعُ بوحي المكتوم.
في تموّجاتِ صوتكِ الخفيض،
أغفو على حافةِ اللاوعي،
أستنشقُ عبيرَ الأزلِ،
أُطلقُ سراحَ الكلماتِ
لتُحلّقَ كطيورٍ جارحةٍ
في سماءِ جنوني المقدّس.
وكلُّ حرفٍ يولدُ بينَ أصابعي،
يحملُ طيفَ أنفاسكِ البعيدة،
يتشكّلُ على هيئةِ نبضةِ قلبٍ
يهفو إليكِ وحدكِ،
فيصيرُ مرآةً تعكسُ روحكِ،
صدىً يتردّدُ باسمكِ،
لحنًا أبديًّا يُعزَفُ في خلاياي.
بقلم:عبدالامير البهادلي
4 مارس 2025
Discussion about this post