لقاء في الفردوس الاعلي

بقلم الكاتب / محمد عسكر

كان اليوم أكثر زحاما عن السالف منه . بعد احتشاد الكثير ممن كتب لهم النجاه على الباب الرابع . لم يكن يوم دخولى مذدحم هكذا لقد سبقناهم بأربعين الف سنه . نظرا لانى فقير ولا كنت أملك الكثير من المال فى فطرة اختبار ايمانى على الأرض . فلم يطول حسابى كثيرا . فيما أنفقت ذالك المال . لقد علمت الان لما كان يتخلص منه بعض الصالحين بشئ كان يسمى الصدقة !! كان كل ما تصدق أحدهم ذاد ماله و اظن أنه يعرف إجابة سؤال فيما أنفقته وكانت إجابته فخر له ونجاه . لا يأثر ذالك الزحام على الجو هنا فدائما حيث لا شمس ولا غيام كما أن المكان هنا يحتوى على عطر فريد لا مثيل له يقولون هنا أنه يسمى ريح الجنه . لا يزاحم هنا القوى على الضعيف ولا كبير على صغير السن أو الكهل فأعمرانا جميعا فى ريعان الشباب واقوياء البدن والجسد ؛ كانت شجن ترقب لى فى تمعن حين أمسكت يدها حتى نصل إلى الباب سويا . أنها كانت زوجتى على الأرض قبل أن يكتب لنا النجاه. ولكن تغيرت كثيرا عما سلف ولقد أصبحت اجمل بملايين المرات مما كانت عليه . رغم أن صورتها لم تتغير أصبحت أيضا لا تبسق ولا تبول ولا تحيض والعجيب أن كل ما اعاشرها فى مودة ورحمة رجعت بكرا ثانيا بعدها .. ذهبت عنها الغيرة وأشياء كثيرة حتى راحت تختار لى من الحور خاصتى يوم بعد يوم واحدة لأقضى معها ليلتى .. ولكن يعلمن جميع الحور هنا أنها رئيستهم . لقد فرحت شجن كثيرا عندما خيرونى وعرضت عليا عند دخولى هنا ووافقت أن تكون هيا سيدة الحور .. كانت تعتقد أن اريد الزواج عليها أثناء فطرة الاختبار على الأرض . لقد اتيت اليوم لأرى معها أبيها سيدخل اليوم من الباب الرابع من الجنة انها تتشوق لرؤيته كثيرا . لقد اجتازت شجن مسافة كبيرة لتصل هنا ولكن قد اقلنا مخلوق اختارته هيا من بين المخلوقات الغريبة العجيبة ولقد كان اختيارها صائب لقد قطع مسافه تقدر بأربعين الف سنه ترجلا من بين الباب الثالث والرابع فى الجنه فى ثلاثة أيام فقط . نظرت لى بحنو وقالت سأكافئك اليلة بحورية اخترتها لك . فى مثال وصفة امرأة كنت تفضل النظر إليها كثيرا على الأرض أيضا اريد اخبارك أن السندس الاخضر الذى ترتديه يليق بك . قلت لها إلا تشتاقين إلى بدل عنها . قالت كنت على الأرض اقول لك العمر أمامنا ولكن الآن نحن نمتلك صفة لايس لاها مثيل انا صفة الخلود فما عاد يعيقنا وقت وزمن على الاستمتاع بأنفسنا فى خلودنا . انظرى أنه ابيكى قد أتى هناك . قالت انى لا أراه من كثرة الزحام فالجميع وجوهم نضرة وأرواحهم راضية مستبشرة ولكن أظن أنه هناك . نعم لقد رأنى ويلوح لى بيده . لقد أتى احتضنها أباها ولكن عجبا لا تبكى مثل ما كان يفعلون على الأرض !! لقد محى من هذا المكان صفة الحزن ” وحل مكانه السرور فقط . ركب معنا أبيها المخلوق الذى اختارته شجن وجلس معها في خيمتها بعد تجهيز الولدان المخلدون له مقعدآ من الذهب الخالص جلس على الأريكة متكأ يروى لها بعد سؤالها له : كيف نجوت يا أبى ؟ فكان جوابه : الا تذكرين انى كنت مريض حتى بترت قدمي وكنت اصبر على ذالك البلاء لقد تفاجئت أن من يصبر على ذالك الأمر يوفى حقه دون أن يحاسب . اخبرينى فقط كيف حالك مع زوجك ؟ قالت إنه جيد ثم نظرت لى وقالت ولكن يشرب الخمر هنا كثيرا . اجابها لا عليكى الخمر هنا لا يجعل كبدك ينزف دما ولا يشعر بالصداع من يكثر من شرابه . انه يسبب السرور فقط . قطعت حديثهم قائلا علينا الآن أن نذهب . قالو إلى اين ؟ قلت لهم : إلى نهر قريب وليس ببعيد وانما الجيد أنه هناك يجلس سيد ولد آدم وسيد شباب الجنة يجلس على نهر الكوثر يعطى كل من يدخل الجنة شربة ماء بيده الكريمة . فلا يظمأ بعدها أبدا ولابد أن يفعلها اباكى مثل ما شربنا نحن .. هرعوا مسرعين راكبين معى السالف ذكره .. وكلما على عن سطح الجنة ورأت شجن ملكنا من أعلى انبهرت !! وراحت تسألنى هل نحن أعلى مرتبة في الجنة ؟ فأجبتها : بل نحن أقل مرتبة في الجنة .. اندهشت كثيرا وقالت نحن نملك جنه مسيرتها مائة ألف عام . قلت نعم انها اقل منزلة . ثم راحت تنظر لأعلى فوجدت بشر يجلسون في غرفآ فوقنا كأنها صنعت من الزجاج وبها أسره من ذهب وفضه واصحابها يرتدون جواهر كثيرة فقالت لى : من هؤلاء ؟ فقلت لها اولائك هم الصديقين والاولياء والشهداء أنهم أهداهم الله وكفائهم بتك الغرف المشيدة خصيصا لهم . ها قد وصلنا إلى نهر الكوثر هبط بنا السالف ذكره بجوار النهر .. اقبل أبيها مسرورا برؤية سيد ولد آدم !! أرى الاندهاش على وجه مثلما كان على وجهى اول مرة حين دخلت إلى هنا ولكن الآن أتأمل شيء عرفت منه إجابة سؤال كان كثيرا يجول بخاطري !! وانا اقضى أيامى على الأرض لماذا لم توجد صورة واحدة لسيد ولد آدم ؟ ولقد عرفت الان حقا لا يستطيع رسمه أي رسام لسبب بسيط أن النور الذى بوجه وشدة الوقار والهيبة تجعلك لا تستطيع النظر إليه أكثر من ثواني قليلة ثم تهبط بعينك من عدم استطاعتك تكمله النظر من كثرة الجمال نور على نور . أرى الان والد شجن يشرب من يده الشريفة وكأن الماء احيا جسده وردت به حلاوة شباب اهل الجنة .ثم رجع واقبل علينا فرحا مسرورا ما سر هذا الماء انى شربت شيء لم اشرب مثله قط ؟ فقلت له : ما ذال أمامنا ثلاثة انهار واحد من عسل مصفى ؛ وواحد من خمر ؛ وواحد من البن .. اتجهنا نحو اللانهار الثلاثة شربنا منهم نحن الثلاثة .. حتى سمع والد شجن الصوت وسألني ما هذا الصوت الأكثر من رائع انه يتخلل فؤادي. وتنساب له روحى ؟ فقلت له انه النبي ادريس يرتل سورة من القرآن أنه كان اعزب الاصوات على الأرض . ثم لاحظت اشجار كثيرة من التفاح ورمان ظهرت فجأة أمامي وارى فروعها تدنو من شجن وتتناول شجن منها وتقطف ثم تنظر لى قائله .. أنها خطرت في عقلي فقط واشتهيتها . اتدرين حقا ما يجول بخاطري فعلة ؟هو ان اخلع حذائي المصنوع من الفضة. اريد أن اخطو عليها بقدامى واتحسس ترابها أنه من الزعفران تتذكرين كنت اشتريه بالجرام في حياتي على الأرض .. قالت : حقا رائحته تملأ الجو عبقا فريد . ولكن علينا الرجوع الى قصرنا لقد اعددت لنا الولدان المخلدون لحوم السمان وكؤوس من الخمر والبن . أيضا فى انتظارك اليوم واحدة من أجمل الحور تشبه فى جمالها إلى الياقوت والمرجان لم يعتليها قبلك احدأ من الإنس أو الجن . نعم يا شجن أنهم الخيرات الحسان واستعجب أنهم لا يبرحون خيامهم ابدا !! يجلسون على الارائك و محشوة استبرق ويبدون دائما حسان . علينا أن نذهب الى قصرنا سريعا ونتناول الطعام لدينا بعد ذالك مقابلة مهمة . قالت ومن سنقابل ؟ قلت لها : امى لقد اتت اليوم من الفردوس الاعلى لتراني .. اريد سؤالها عن شيء مهم تناولنا طعامنا ثم ذهبنا عند حدود جنتي راكب تلك السالف ذكرة .. وجلست انتظر امى حتى أقبلت كأنها البدر كأنها أصبحت مثل الملائكة ثم قالت كيف حالك ؟فقلت لها في افضل حال ممكن أن يكون ..قالت بل الفردوس الاعلى افضل ياليتك كنت تسأل الله أثناء دعائك على الأرض الفردوس الاعلى .. أنها بها أعلى درجات النعيم . فقلت لها هذا ما أردت سؤالك عنه يا امى اخبرينى كيف كان إلقاء ؟. قالت نادى ملاك يوم الجمعة فاحتشادنا ثم قال الأن ستنعمون بأعلى درجات النعيم في الجنة سترون وجه القدير جلى وعلى وسيقرأ عليكم سورة الرحمن بصوته .ثم جذبتني شجن من يدى بقوة فاستيقظت من نومى مذهولا!! وانظر لها شاخصا البصر غير مصدق أنه حلم !! واسمعها تقول عليك الاستيقاظ .. اليوم عيد .. سنذهب للمقابر لزيارة والدتك .. فأقبلت عليها ربيت على كتفها وقلت لها : ما عاد علينا الذهاب إلى المقابر لزيارتها .. اطمأنى أنها بأفضل حال ممكن أن يكون فقط اتركينى قليلا عسى أن يكتمل الحلم وتصف لى امى كيف القى عليهم القدير سورة الرحمن