كتب/خطاب معوض خطاب
رغم وفاته منذ 17 سنة
ما زال لاعب الكرة محمد عبد الوهاب حيا في قلوب محبيه
محمد عبد الوهاب لاعب كرة القدم الراحل الذي لعب للنادي الأهلي المصري ومن قبله لعب لأندية الألومنيوم بنجع حمادي والظفرة الإماراتي وإنبي، هو لاعب تعلقت به قلوب الجماهير العاشقة لكرة القدم، حيث تعاطف معه الجميع وأحبوه، أحبه مشجعو الفريق الوطني المصري ومشجعو جميع الأندية المصرية، وكان مشجعو الأهلى يطمئنون عند معرفتهم بوجوده في تشكيل فريقهم، نعم أجمع الجميع على حب محمد عبد الوهاب ذلك الفتى الهادئ الرزين الموهوب.
وكان عبد الوهاب يشغل الناحية اليسرى من الملعب باقتدار، سواء في خط الدفاع أو خط الوسط، وكان يتميز بتسديداته القاتلة التي كثيرا ما أحرز بها أهدافا أسعدت الملايين، وكانت كراته العرضية متقنة كأنها موجهة وتبحث عن رؤوس المهاجمين، وكانت جماهير الأهلى تطالب مدرب فريقها مانويل جوزيه بإشراكه دائما في المباريات، ووقتها كان جوزيه يعتمد على جيلبرتو الأنجولي الذي كان يملأ فراغ الجانب الأيسر من الملعب دفاعا وهجوما، وعلى الجانب الآخر كان الكابتن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب مصر يعتمد كليا على محمد عبد الوهاب ويثق في إمكاناته، ولمع عبد الوهاب وتألق مع شحاتة وأحرز كأس الأمم الأفريقية 2006، وبعدها عدل مانويل جوزيه من خططه حيث أصبح يعتمد على الثنائي جيلبرتو ومحمد عبد الوهاب معا، وأصبح عبد الوهاب أساسيا في ناديه ومن ثم أصبح معشوقا للجماهير.
واللاعب محمد عبد الوهاب المولود بالفيوم في يوم أول أكتوبر سنة 1983 أصبح نجما فوق العادة تطمئن جماهير ناديه وعشاق الفريق الوطني حين يرونه في أرض الملعب، حيث كان قادرا على صناعة الفوز دوما سواء بتسديداته الصاروخية أو عرضياته التي ليس لها مثيل، وكان للجماهير كل الحق في ذلك، فمنذ سنوات بعيدة لم يظهر أي لاعب يشغل الناحية اليسرى من الملعب بمثل كفاءة عبد الوهاب وجديته، ولكن فجأة اكتست مصر كلها برداء الحزن.
لقد مات محمد عبد الوهاب ذلك الشاب الأعسر بعد شهور قليلة من فوزه ببطولة الأمم الإفريقية، مات في يوم 31 أغسطس سنة 2006 فبكته مصر كلها، وحقا أصيب الجميع بالذهول من خبر وفاة عبد الوهاب في أحد تدريبات ناديه، والغريب هو ما قيل بأن عبد الوهاب كان يشعر بقرب رحيله حيث كتب بيده لوحة علقها في غرفة خلع الملابس بناديه قبل أسبوعين من وفاته كتب فيها: “لا تبكي نفس على شيء قد ذهب، ونفسي التي تملك كل شيء ذاهبة”.
كما أنه وقبل وفاته بدقائق معدودة كان قد أوصى زميله اللاعب أسامة حسنى أثناء جلوسهما على دكة الإحتياطى قبل بدء المران بترك الدنيا والعمل للآخرة، كما نصح زميله اللاعب عمرو سماكة بأن يتعظ ويعتبر بوفاة اللاعب الشاب أحمد وحيد لاعب الترسانة الراحل ورحلة محمد عبد الوهاب مع الدنيا وكرة القدم كانت قصيرة جدا، ورغم ذلك تأثر به الكثيرون وما زالوا يذكرونه، ولأن محبيه كثيرون فقد شارك في تشييع جنازته أكثر من 250 ألف شخص، وبكاه الملايين في مصر وخارجها، وبعد موته هتفت الجماهير للاعبي الأهلي: “أفريقيا يا شباب وحياة عبد الوهاب”.
وفي لقاء العودة للنادي الأهلي في نهائي بطولة إفريقيا للأندية مع الصفاقسي التونسي بملعب رادس بتونس وحينما نزل لاعبو الأهلي أرض الملعب أطلق جمهور الصفاقسي صافرات الاستهجان، وفي نفس الوقت قامت جماهير الأهلى القليلة بتعليق صورة محمد عبد الوهاب في مدرجها وبدأت تهتف باسمه، فانقلبت صافرات الاستهجان إلى تصفيق حار من الحماهير التونسية ومن كل شخص موجود بالملعب.
واليوم ورغم مرور 17 سنة على وفاته مازال محمد عبد الوهاب حيا في القلوب والأذهان، وما زالت الجماهير ترفع لافتاتها التي كتبت عليها: “ما زلت في القلب يا عبد الوهاب”، و”رحلت في عز الشباب”، و”في الجنة يا عبد الوهاب”.
Discussion about this post