صفاء الجنابي .. إبداع وتميز لا تتسع له السطور ..
بقلم : سلمى صوفاناتي
منذ نعومة أظفاري ، كانت أصابعي تقبض على قلم الرصاص ، كأنه إمتداد لوجودي . في المدرسة : كنت أحول هوامش الكتب إلى وجوه وأحلام . وكأن الورقة البيضاء ، مرآة تعكس ما لا تستطيع الكلمات أن تقوله . الفن كان ندائي الداخلي ، ولم أكن أملك خياراً سوى أن أستجيب …
يتابع المبدع العراقي صفاء الجنابي قوله :
إعتدت على إختيار مواضيعي بدقة متناهية . فكل وجه يحمل حكاية ، وكل نظرة تخبىء بمكنوناتها الفلسفية عالماً بأسره . أبحث عن اللحظات التي تظهر هشاشة الإنسان ، أو قوته الخفية . تجاعيد العمر ، نظرة التأمل ، صمت الحزن ، أحاول أن أنقل صورة لا مرئية إلى عالم مرئي يحاكي الواقع . وأن أحول الظل والنور إلى لغة تحاكي الروح قبل الجسد …
وعن مشاركاته بالمعارض المحلية أوضح قائلا :
كانت لي العديد من المشاركات عبر المعارض المحلية التي تقيمها دولة العراق . ولاقت أعمالي إعجاب العديد من النقاد . لكن ولسوء الحظ . لم يتسنى لي بعد إقامة معرضاً فردياً بسبب سوء الحالة المعيشية . وما خلفته الأزمات السياسية والإقتصادية الخانقة ، خلال السنوات الأخيرة . تراكمات وتفاصيل لا تستثني أحداً . في الحقيقة الظروف الإقتصادية سحابة رمادية تحجب عنا ضوء الشمس ، لكنها لا تطفئها …
الفن يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي في آن واحد . وأنا كفنان .. في عالم يلهث وراء السرعة ودعم الأعمال التجارية وليس الإحترافية أواجه العديد من الصعوبات . لأني أؤمن بأن العمل الإبداعي يحتاج إلى حالة خاصة من التجلي . لكني مؤمن بأن اللوحة التي تولد في ظروف إقتصادية خانقة . أصدق تعبيرعا عن الحياة .
– رسالتي الأخيرة عبر منبركم الكريم أوجهها إلى من يجد بالفن نوراً يستضاء به . دعمكم لي ليس لمجرد شراء لوحة . إنما هو إحياء لحكاية ، وتشجيع لجمال قد يغير نظرتنا إلى هذا العالم الوسيع …
أقول لزملائي الفنانين اللذين يقفون عند نفس المنعطف :
إصنعوا فنكم بإخلاص . فالأيام لا تخون العابرين في دروب الجمال .
ختاماً : شكراً لقلمكم النقي ؛ الذي يحمل هموم الفنانين ويجسدها بأسلوب يلامس شغاف القلوب …
الشكر الموصول للدكتور الإعلامي : أشرف كمال رئيس تحرير صحيفة الرواد نيوز الدولية . وللصحفية الدولية :سلمى صوفاناتي التي أدارت هذا الحوار .
دمتم بألف خير
Discussion about this post