كتب/خطاب معوض خطاب
الدكتور محمد صبري السوربوني
أول مصري يحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون
المؤرخ والشاعر الدكتور “محمد إبراهيم صبري السوربوني” الذي توفي في يوم 18 يناير 1978 يعد أول مصري يحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون بباريس، ويعد واحدا من أعلام مصر المنسيين في مجال الأدب والتأريخ، ويكفي أن الدكتور طه حسين قد أهداه أحد كتبه وكتب له في الإهداء: “إلى الذي أرخ اللغة وأدب التاريخ وأمسك بقبضة من تراب مصر الحديث ونفخ فيها من روحه”.
وقد ولد السوربوني في يوم 9 يوليو سنة 1894 بضاحية المرج، وأشارت بعض المصادر إلى أنه ولد في سنة 1890، وقد حفظ القرآن الكريم بأحد الكتاتيب، وحصل على شهادة الإبتدائية من مدرسة النحاسين، ثم حصل على شهادة البكالوريا من المدرسة الخديوية في سنة 1913، وقد سافر السوربوني إلى فرنسا على نفقته الخاصة، وذلك لاستكمال دراسته هناك، فحصل على ليسانس الآداب في التاريخ الحديث من جامعة السوربون، ثم تقدم لمناقشة رسالة دكتوراه الدولة عن “نشأة الروح القومية في مصر”، وبالفعل حصل على شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى، ويعتبر بذلك أول مصري يحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون، فتم تلقيبه بلقب السوربوني.
وشهادة الدكتوراه التي حصل عليها السوربوني تدعى دكتوراه الدولة، وهي للعلم أعلى من الشهادة التي حصل عليها الدكتور طه حسين، الذي حصل من جامعة السوربون على شهادة دكتوراه الجامعة وليست دكتوراه الدولة، وحينما كان يدرس في باريس، التقى هناك الوفد المصري برئاسة سعد زغلول، حينما سافروا إلى باريس لعرض القضية المصرية في مؤتمر الصلح، ووقتها تولى السوربوني مهمة سكرتير الوفد المصري، وظل ملازما للوفد حتى عادوا إلى القاهرة، وبعد عودته إلى القاهرة عمل بالتدريس في مدرسة دار العلوم العليا، ثم في مدرسة المعلمين العليا، وتولى منصب مدير البعثة التعليمية المصرية بجنيف، ثم أصبح مديرا لإدارة المطبوعات المصرية في مطلع أربعينيات القرن العشرين، فمديرا لدار الكتب الوطنية، وأخيرا تم اختياره مديرا لمعهد الوثائق والمكتبات التابع لجامعة فؤاد الأول.
والسربوني كان شاعرا وله العديد من القصائد التي نشرها في كتبه ومؤلفاته، مثل كتاب “الإنسان والنمل”، و”ذكرى الماضي”، و”أدب وتاريخ واجتماع”، كما نشرت بعض قصائده في الأهرام واللواء وغيرها من الصحف، كما أنه كتب العديد من المقالات التي نشرت بالأهرم والهلال، بالإضافة إلى العديد من الكتب في الأدب والتاريخ، منها: كتاب “شعراء العصر” بجزئيه، والذين نشرهما وهو ما زال طالبا بالمرحلة الثانوية، و”أدب وتاريخ”، و”الشوقيات المجهولة”، و”تاريخ مصر الحديث”، و”الإمبراطورية السودانية في القرن التاسع عشر”، و”الثورة الفرنسية ونابليون”، كما أنه قد أرخ للثورة العرابية وثورة 1919، وقد أصدر تلميذه أحمد حسين الطماوي كتابا عنه كان عنوانه: “صبري السوربوني.. سيرة تاريخية وصورة حياة”.
*من كتاب “عظماء من مصر” الصادر عن دار غراب للنشر والتوزيع
Discussion about this post