نورا عواجه
ذكرى وفاة طبيب الغلابة.. جيران الدكتور محمد مشالى يتحدثون عن مواقفه.. بائعة: كان يمر كل صباح ويعطينى “كعكة” ويعالجني بدون مقابل..وأخر: عالج والدى ورفض تبرعات لعيادته.. صيدلى : كان يكتب “خاص” بروشتة غير القادرين
تحل اليوم الجمعة الموافق 28 يوليو 2023 الذكرى الثالثة لوفاة الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة والذي رحل عن عالمنا بعد رحلة مليئة بالعطاء، وخدمة الغلابة من المرضي، نظير جنيهات وبدون مقابل لغير القادرين، الأمر الذي جعله ايقونة سكنت في قلوب الملايين، وسط الدعوات التي مازالت تلاحقه بالرحمة بالمغفرة حتي الآن.
عاش طبيب الغلابة حياة بسيطة زاهدا الدنيا وما عليها من متاع، مكرسا حياته فقط لخدمة المرضي الغلابة، منفذا لوصية والده رحمة الله عليه الذي اوصاه بالفقراء خيرا وأن يكون عونا وسندنا له
رفض طبيب الغلابة محاولات كثيرة من بعض الاشخاص الذين عرضوا عليه هدايا كثيرة، وما ابدوه من اقتراحات لتجديد العيادة الخاصة به واضافة اجهزة لها بدون مقابل ، إلا أنه رفض بشدة ذلك، وطلب بتوجيهها لمساعدة الفقراء غير القادرين.
ارتبط الدكتور محمد مشالي طبيب الغلابة بجيرانه في محيط عيادته الكائنه بجوار مسجد العارف بالله سيدي أحمد البدوي بطنطا، وفي قلب وعقل كل منهم مواقف كثيرة حدثت بينهم وبين الطبيب الراحل، ويتذكرونها بشكل مستمر، وكلما جاءت سيرته الطيبة يدعون له بالرحمة والمغفرة.
وسردت فتحية رشاد وشهرتها ” أم أشرف” بائعة فاكهة بالقرب من عيادة طبيب الغلابة، تفاصيل علاقتها بالدكتور الراحل، قائلة كان حبيبي روحي ألف رحمة ونور عليه.
وأضافت أنها كانت تتردد عليه فى العيادة لتوقيع الكشف الطبي عليها وكان يرفض الحصول على ثمن الكشف منها، فضلا عن قيامه بادخالها العيادة واستقبالها فى حال زحام العيادة.
وأشارت أن الطبيب الراحل كان يمر عليها فى الصباح وهي تجلس على الفرش الخاص بها، ويعطيها “كحكه” يقوم بإحضارها معه من أحد المخابز، ويلقي عليها التحية ويتوجه للعيادة.وأضافت ام اشرف أنها مازالت تتذكر طبيب الغلابة بالخير وادعوا الله له دائما بالرحمة والمغفرة وأقرأ له الفاتحه على روحه الطيبة، مضيفة أنها عندما كانت تشكو لها من التعب كان يعطيها دواء من عيادته ويقول لها” خدي من الحباية دي وهتبقي كويسة وخلي بالك من صحتك”.
وتذكرت بائعة الفاكهة مواقف مع الدكتور محمد مشالي قائلة” خلي بالك من نفسك يا حاجة خدي الكحكة دي وكليها بحتة جبنة واغسلي حتة عنب وكلي وخلي بالك من صحتك.
وقالت” الدكتور محمد مشالي كان رجل وعمري ما هقابل حد زيه، مضيفة أنه كان يحضر إليها بعد العيادة ويعطيها 3جنيهات ويشتري منها فاكهة وكانت ترفض أخذ أموالا منه إلا أنه كان لديه إصرار على دفع المال لشراء الفاكهة.
ويضيف الحاج محمد الزيني أحد جيران طبيب الغلابة فى العيادة الموجودة بالقرب من مسجد سيدي أحمد البدوي، أن الدكتور محمد مشالي هو طبيب الغلابة، وكان والدي يتوجه إليه عندما يشعر بأي تعب لتوقيع الكشف الطبي عليه.
وأضاف أن للدكتور محمد مشالي مواقف كثيرة مع الأسرة فهو من اكتشف مرض والده، كما أنه كان يذهب بنجله لعيادة طبيب الغلابة منذ صغر سنه حال شعوره بالتعب وكان يتماثل الشفاء على يد الدكتور محمد مشالي.وأشار أن الحالات المرضية كانوا ينتظرون أمام العيادة من السابعة صباحا انتظارا لقدوم الطبيب لتوقيع الكشف الطبي عليهم، وكان يصل لعيادته فى الثامنة صباحا يوما ولم يغيب عنها فى أي يوم، مشيرا أن الكشف فى الماضي كان 50قرشا، وارتفعت الفيزيتا لـ 15جنيه فى آخر سنواته.
وأوضح أن طبيب الغلابة كان زاهدا فى الدنيا ورفض أي محاولات لتجديد عيادته ورفض جهاز سونار اهداه له أحد الأشخاص، كما رفض تجديد عيادته، مشيرا أنه قبل وفاته مر عليه والقى عليه التحيه.
وأكد أن جموع المواطنين شعروا بالحزن على وفاته وابكاه الملايين وترحم عليه محبيه، وتم تكريم وتخليد ذكراه بعد وفاته، مؤكدا أنه لم ولن يتكرر فهو نموذج فريد ومثال مشرف وكان يتاجر مع الله ومازال المواطنين يسألون عنه ويتذكرونه بالخير حتى الآن.
ويضيف السيد زين بائع شاي أسفل عيادة طبيب الغلابة أن الدكتور محمد مشالي ترك فراغ فى نفوسنا، مشيرا أنه يعرفه منذ عام 1968، وكان يعمل فى الصيدلية الموجودة أسفل العيادة لأكثر من 40عاما، وكان طبيب الغلابة يرسل له المرضى لشراء الأدوية.وأضاف أن طبيب الغلابة كان يأتي للعيادة فى الثامنة والنصف صباحا وكان المرضى يجلسون أمام العيادة ينتظرون وصوله، مبينا أن طبيب الغلابة كان يعطيه” قرصه” يوميا ويلقي عليه تحية الصباح، وقبل وفاته بيومين حضر الطبيب متأخرا عن معاده نصف ساعة، واعطاه “قرصه” واعتذر له عن التأخير، وطلب منه أن يتناول الإفطار.
وأوضح أن طبيب الغلابة كان يجبر بخاطر مرضاه من غير القادرين، وكان يتكفل بثمن علاجهم، وكان يكتب على الروشته”خاص” وعندما أرى هذه الكلمة كنت اعطي المريض العلاج بدون مقابل.
Discussion about this post