مؤتمر إحياء المكتبة الوقفية في حلب ودوره في تعزيز الثقافة والفكر
كتب … عماد مصطفى حلب
انطلقت في مدينة حلب أعمال مؤتمر إحياء المكتبة الوقفية بمشاركة معالي وزير الثقافة محمد ياسين صالح ومعالي وزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري. حضر افتتاح المؤتمر عدد من الباحثين والمهتمين والداعمين للمشروع الثقافي، تحت رعاية منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو). يهدف المؤتمر إلى إعادة إحياء دور المكتبة الوقفية كصرح ثقافي وعلمي ضمن جهود الحفاظ على الموروث الفكري والإسهام في تنمية الحركة الثقافية في سوريا.
تتسم المكتبات الوقفية في حلب بثراء محتوياتها، والتي تضم مجموعة متنوعة من المخطوطات والكتب النادرة. تلك الكنوز ليست مجرد مواد دراسية، بل تمثل نبض التاريخ والتراث الفكري للثقافة الإسلامية. استمر هذا التقليد لعدة قرون، حتى شهدت المكتبات اليوم تحديات كبيرة بفعل الحروب والنزاعات.
خلال المؤتمر، تم تقديم مجموعة من الأوراق البحثية التي تناولت جوانب متعددة من المكتبات الوقفية. أظهرت الأبحاث كيفية التأثير الإيجابي لهذه المكتبات على تعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية. كما وردت نقاشات حول كيفية استعادة هذه المكتبات لمكانتها في المجتمع الحديث، من خلال إنشاء شراكات مع مؤسسات تعليمية وثقافية.
من الشخصيات البارزة التي تناولت المكتبات الوقفية خلال المؤتمر الدكتور أحمد الحسن، الذي أكد على أهمية إدماج التكنولوجيا الحديثة في إدارة المكتبات الوقفية. من خلال هذه المبادرات، يمكن الوصول إلى جمهور أوسع وزيادة شغف الشباب بالمكتبات. كما تناولت النقاشات أهمية الحفاظ على الموروث الثقافي ومواجهة تحديات العصر الرقمي.
في جلسات المؤتمر، تم التأكيد على أهمية توعية المجتمع المحلي بأهمية المكتبات الوقفية. حث المتحدثون على استثمار الطاقات المحلية في إعادة تجديد هذه المكتبات، من خلال تنظيم ورش عمل وفعاليات ثقافية. كما عبر المشاركون عن ضرورة تشجيع أفراد المجتمع على زيارة المكتبات والمشاركة في الأنشطة الثقافية المتنوعة.
وفي الختام، يمكن القول إن مؤتمر إحياء المكتبة الوقفية في حلب يمثل نقطة انطلاق هامة للحفاظ على التراث الفكري والثقافي. سيظل دور المكتبات الوقفية حيوياً في تطوير الفكر والثقافة، وهو ما يتطلب جهوداً مخلصة من جميع الجهات المعنية. بدون شك، إن نجاح هذا المؤتمر يمكن أن يكون بإلهام الجهود المقبلة لإحياء المكتبات ولا سيما في أوقات التحديات.
