قذافي الفن المصري
الفنان محيي إسماعيل.. نجم الأدوار الصعبة والمعقدة والمركبة
كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان محيي إسماعيل الشهير بالقيصر لتجسيده شخصية يوليوس قيصر في مسلسل “كليوباترا”، وبقذافي الفن المصري للشبه الكبير الذي يجمعه بالعقيد معمر القذافي، وكذلك لأنه حلم طويلا بتجسيد شخصية الرئيس الليبي الراحل في فيلم سينمائي إلا أن أمنيته تلك لم تتحقق حتى الآن، وهو فنان معجون بالفن ومجنون بالفن، وبجانب ممارسته للتمثيل يهوى الكتابة ونشرت له رواية “المخبول” التي تمت ترجمتها إلى عدة لغات، وهو يعد واحدا من الفنانين المتفردين في السينما المصرية، حيث كان في معظم أعماله يبدع في منطقة ظلت حكرا عليه وحده، وشهد له الكثيرون بالتمكن والإبداع، وعلى الرغم من صغر مساحات معظم الأدوار التي جسدها طوال مشواره الفني، إلا أنها تركت تأثيرا كبيرا لدى المشاهدين، وما زالت خالدة في الأذهان ربما أكثر من النجوم الذين شاركهم بطولة تلك الأعمال.
وقد اشتهر بتجسيد الشخصيات المعقدة والمركبة وأصبح متخصصا فيها حتى أطلق عليه لقب رائد السايكو دراما في مصر، فمثلا من ينسى شخصية الطالب الجامعي المتزمت عمران في فيلم “خللي بالك من زوزو”، والذي كان يقول الجملة الشهيرة “جمعاء جمعاء”، أو شخصية الشاب المريض بالصرع حمزة الأرماني في فيلم “الإخوة الأعداء” المأخوذ عن “الإخوة كرامازوف” الروسية، والذي كان يناديه والده داخل أحداث الفيلم بابن عزيزة الهبلة، وقد حصل عن دوره هذا على جائزة أكدت تفوقه وسط العدد الكبير من النجوم الذين شاركوا في بطولة الفيلم.
والجدير بالذكر أن دور المريض بالصرع كان علامة فارقة في مشواره الفني، ويكفي ما قيل عن سؤال الرئيس السادات له حينما التقاه “أنت خفيت يا ابني؟” حيث صدق وقتها أنه مريض بالصرع تأثرا بشخصيته في الفيلم، ورد عليه قائلا “أنا مش عيان ياريس”، فقال له السادات “ناقصك حاجة؟” فرد قائلا: “نفسي في شقة يا ريس” وأمر السادات على الفور بمنحه شقة، والحقيقة أن الفنان محيي إسماعيل كان يعشق تجسيد الشخصيات المركبة، التي تكشف خبايا النفس البشرية، فسار في ذلك الطريق الذي كان يتفق مع قناعاته الشخصية حتى أصبح ملقبا بملك السيكو دراما والأدوار المركبة في السينما المصرية، وهو اللقب الذي يتفرد به ولا ينازعه فيه أحد.
وقد ولد محيي الدين إسماعيل في كفر الدوار بمحافظة البحيرة في أربعينيات القرن الماضي، وكان والده واحدا من كبار رجال التعليم بالمحافظة، وتدرج محيي إسماعيل في المراحل الدراسية حتى التحق بقسم الفلسفة بكلية الآداب، كما التحق بقسم التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية، وحصل على دبلوم معهد التليفزيون قسم إخراج، وعمل لفترة في المسرح القومي وقدم العديد من المسرحيات، وبخلاف فيلمي “خللي بالك من زوزو” و”الإخوة الأعداء”، شارك محيي إسماعيل في عدد كبير من أفضل الأفلام المصرية، منها “الرصاصة لا تزال في جيبي”، و”وراء الشمس” و”دموع الشيطان” و”مولد يا دنيا” و”إعدام طالب ثانوي” و”بئر الحرمان” و”الأقمر” و”الطائرة المفقود و”شهد الملكة” و”الكنز” و”حد سامع حاجة” و”الأوغاد” و”الجريح” والفيلم التليفزيوني “ريـال فضة”، كما شارك في بطولة فيلمين عالميين هما “الدورية” و”أبطال الموت”.
ومن أشهر المسلسلات التي شارك فيها “بستان الشوك” و”أبناء في العاصفة” و”موسى بن نصير” و”نسر الشرق” و”الأبطال” الذي جسد فيه شخصية الجنرال كليبر و””كليوباترا” الذي جسد فيه شخصية يوليوس قيصر، ورغم ندرة الأعمال الفنية التي يشارك فيها محيي إسماعيل حاليا إلا أنه قد عاد بقوة للدخول في دائرة الاهتمام، حيث نال شهرة كبيرة ونجومية ربما لم يتحصل عليها طوال حياته الفنية، وذلك بعد إطلاقه عبارات غير تقليدية وخصوصا التي يسطر عليها شعور الثقة بالنفس والغرور والتعالي، مثل وصفه لنفسه بأنه مبدع ونجم وعبقري خلال استضافته في البرامج التلفزيونية، حيث تحولت عباراته تلك فيما بعد إلى “إفيهات” انتشرت بسرعة البرق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الجملة الشهيرة “إيه تاني؟”.
وتم تكريمه في عدة مهرجانات دولية وحصوله على عدد من الجوائز عن بعض أدواره وأعماله، إلا أنه بكل ثقة في النفس يرى أنه كممثل لم ينل ما يستحقه من التقييم والتقدير حتى الآن، وبالنسبة لحياته العائلية فقد قد وقع الفنان محيي إسماعيل في شبابه في حب فتاة ألمانية ولم تكلل قصة حبهما بالزواج، ومنذ عدة سنوات تزوج من سيدة مصرية ظلت معه 10 سنوات حتى توفيت، وقد أصيب بمرض الاكتئاب فترة طويلة بعد وفاتها وسافر في ذلك الوقت إلى الخارج للعلاج من هذا المرض وعاد سالما.







































Discussion about this post