الفنان محمد متولي في ذكرى رحيله خوليو “سلام يا صاحبي”

الفنان محمد متولي في ذكرى رحيله

خوليو “سلام يا صاحبي” ومصطفى بطاطا محامي “أرابيسك”

كتب/خطاب معوض خطاب

الفنان محمد متولي الذي رحل في مثل هذا اليوم منذ 7 سنوات وتحديدا في يوم 17 فبراير سنة 2018، والذي جسد شخصية خوليو في فيلم “سلام يا صاحبي وشخصية “مصطفى بطاطا المحامي في مسلسل “أرابيسك” يعد واحدا من أهم وأشهر الوجوه الفنية التي كانت تطل علينا في شهر رمضان الكريم، وواحدا من أهم نجوم الفن المصري الذين أثبتوا أن النجومية لا يشترط لها أن تكون بطلا وربما ينالها أصحاب الأدوار الثانية أو الثانوية، وما يؤسف له أنه لم يأخذ حقه ولم ينل ما يستحقه من تقدير وتكريم لفنه الراقي وموهبته الكبيرة مثل الكثيرين من أمثاله.

فهو رحمه الله وإن لم يكن سوبر ستار إلا أنه كان واحدا من نجوم الأدوار الثانية والمساعدة الذين يطلق عليهم فريق وكتيبة الكاتب أسامة أنور عكاشة الفنية ومنهم سيد عبد الكريم ونبيل الدسوقي والسيد عزمي وشوقي شامخ ومحمود الشاذلي وغيرهم، وللأسف الشديد لم تسلط الأضواء على هؤلاء الفنانين المبدعين رغم تفوقوهم في أدوارهم التي جسدوها في وجود كبار النجوم، وربما يؤثرون فينا ونذكرهم أكثر من أبطال الأعمال التي يشاركون فيها.

ولعل مقوماته الشكلية والجسمانية لم تحصره في نوعية أدوار واحدة، فهو فعلا كان مختلفا بأدواره المتنوعة والمختلفة والمتباينة، حيث قام بأداء دور الطيب والشرير والتراجيدي والكوميدي والحرامي والنصاب وتاجر المخدرات وغيرها، ولم يكن صاحب الشخصية الواحدة أو الكاراكتر الثابت، وكان بشكل عام واحدا من الفنانين المخلصين في عملهم، واجتهد في جميع أدواره ولم يكن يعمل طوال مشواره لجمع المال وإنما لجمع الفن كما قال عن نفسه.

ورغم أن المعتاد أن يشتهر أحد الفنانين باسم شخصية أداها وأن تكون هذه الشخصية ملازمة له طوال حياته، إلا أن الفنان محمد متولي ربما يكون هو الفنان الوحيد الذي اشتهر بأسماء شخصيات متعددة أداها، ففي السينما من المؤكد كما نتذكر شخصية خوليو صديق مرزوق بطل فيلم “سلام يا صاحبي” نتذكر أيضا شخصية شيخ المسجد في فيلم “حسن ومرقص”، والحاج إسماعيل في فيلم “مطب صناعي”، وأستاذ الجامعة في فيلم “يا تحب يا تقب”.

أما في التليفزيون فله عدد كبير من الأدوار التي أصبحت علامات في تاريخ الدراما التليفزيونية والرمضانية تحديدا مثل حجازي الحلواني الذي يعمل مع حافظ رضوان في مسلسل “الشهد والدموع”، وهذه الشخصية تعتبر من أهم الشخصيات التي جسدها والتي كانت أحد الأسباب التي جعلت النقاد والمشاهدين يشيدون به على حد سواء، حيث أجادها إجادة تامة وكنا حينما نشاهده ننسى أننا أمام ممثل يؤدي أحد الأدوار المكتوبة بل نشعر أننا أمام شخص انتهازي وصولي ومتسلق مملوء بالشر ولا يجيد إلا المؤامرات والحيل الشريرة التي جعلت كل من يراه يكرهه.

ولا ننسى له بقية أدواره مثل دور بسيوني أو بسة في مسلسل “ليالي الحلمية”، وأبو طالب محامي المعلمة فضة المعداوي في مسلسل “الراية البيضاء”، وميلام في “عصفور النار” ، وضمضم أبو دقة في “أنا وأنت وبابا في المشمش” ، وبهنس في مسلسل “هانم بنت باشا”، والصول شرابي في الجزء الثاني من مسلسل “المال والبنون”، والأستاذ مرتضى البشري في مسلسل “أبو العلا البشري”، وعزت الجريدي في “وما زال النيل يجري”، وخميس عامر في “زيزينيا”، إضافة إلى أدواره في المسلسلات التي أبدع فيها ومنها “أهالينا” و”النوة” وبوابة المتولي” و”وأدرك شهريار الصباح”.

وهذا بالإضافة إلى دوره الذي لا ينسى في مسلسل “أرابيسك” الذي تفوق فيه على نفسه بتجسيده شخصية مصطفى بطاطا المحامي الفقير العبقري والضليع في مهنة المحاماة وفي نفس الوقت يتصف بالرومانسية ويربي الكتاكيت في مسكنه، والجدير بالذكر أن الفنان محمد متولي ولد في يوم 11 مارس سنة 1945، وحصل على ليسانس دار العلوم من جامعة القاهرة ثم بكالوريوس من المعهد العالي للفنون المسرحية الذي عمل معيدا به فترة من الزمن، وقد رحل عن الدنيا في يوم 17 فبراير سنة 2018 عن عمر يناهز 73 سنة، فإن كنت واحدا من محبيه فاذكر لنا عملا فنيا أبدع فيه أو شخصية برع في تجسيدها ولا ترى أحدا يستطيع تجسيدها غيره.