مابعد المنفى
من المنفى إلى المعتقل
قصة جلد بنكهة إفريقية
من خلف حدود بلادي الجميلة
عشت على هوامش الظلم والأنانية
اضطجعت الطرقات إصرارا وعزما
حبا هياما بصحراني وأشواقا زهية
استنفذت قواي لطول صيامي ولم
تتغير بعد القرارات اللا إنسانية
ذريني يا نفس صامدتا فقد عزّ
من حمل صفات العروبة الإسلامية
عدت أخيرا أقبّل ثرى وطني لأكسر
لعبة بلاد ظننت بها نخوتا عربية
عانقت أطفالي وخلفي دمار ورعب
والاطمئنان يرسمه دفء المشاعر الأزلية
لم تنطفئ لوعة الحرمان بعد وقد
أرسلت إلى معتقلات الجبانة اللاشرعية
تسلقت معالم الرفعة على حدود بلادي
في بيتي على أرضي الرملية الذهبية
تكسوني الدماء والجراح ويلبسني الجلد
أفقدت حسي أم صبرا ومساندتا ربانية
أي مروءة تحليتم بها أي نصر
أي فخر بظلمكم المناضلة المنفية
صحراني أصالة طمس ملامحها الجبروت
وستكشفها حقائق النشرات الإخبارية
أنا الحمامة التي جار بعشّها الزمن فهل
رأيتم عشي تغرقه دمائي الطاهرة الزّكية ؟
فمن يعيد لصحرائي مجدها وعزها
يشاركني حزني أو يعيد أفراحي المخملية
لن يصفح التاريخ ليذكّرنا بأعمال
شنيعة لا تتجرد الرّذالة والهمجية
أتعينوني وشعبي أم الظالم والمظلوم
سيّان في دساتيركم المهضومة المنسية
زايدي حياة الجزائر
Discussion about this post