الصياد الصغير : رقصة العزيمة بين الأمواج والذكريات …

الصياد الصغير : رقصة العزيمة بين الأمواج والذكريات .

بقلم :سلمى صوفاناتي 

في عالمنا الكبير .. حيث تلتقي الأحلام بالبحر ، وتصطدم الإرادة بأمواج التحدي ، يولد ” الصياد الصغير ” أو ” سانبي ” باللغة اليابانية . لم تكن هذه الأسطورة الخالدة مجرد مسلسل كرتوني ، بل هو حكاية تروى بدماء العزيمة ، ورياح المغامرة . إنها قصة صبي يضع قلبه بين يدي البحر ، ويجعل من صنارة الصيد قلما يكتب به سطور إصراره . وروح طيبة تتحدى الأعاصير . ” الصياد الصغير ” هو مسلسل انمي رسوم متحركة من إنتاج شركة نيبون أنيميشن اليابانية . عام 1980 ، مكون من 109 حلقات . تمت دبلجة 52 حلقة إلى العربية من قبل استوديو مركز الزهرة . وتحت إشراف المخرج السوري الفذ “عدنان أبو سرية ” حيث تحولت الحكاية إلى لغة تتحدث بروح العرب ، فكأنما البحر الياباني صار بحرنا ، والصبي البعيد صار ولدنا ! قام أبو سرية بإعداده وترجمته إلى العربية بأسلوب يحاكي روح المشاهد قبل عينيه . 

قصص المسلسل مستوحاة من سلسلة ” مانغا ” للمؤلف : ” تاكاو ياغوتشي “

الكرتون من إخراج : أمل حويجة ” مخرج مساعد ” ، تأليف : عدنان أبو سرية ” الترجمة ” ، أيمن بكيراتي” التدقيق اللغوي ” 

أما عن طاقم العمل فقد كان مؤلفا من :

أمل حويجة ، إنجي يوسف ، مازن الناطور ، مأمون الفرخ ، مروان فرحات ، موفق الأحمد .

تدور أحداث القصة حول يافع صغير يسكن عند بيت جده القريب من البحيرة . تجمعه الصدف مع عدد من الصيادين المحترفين . لتكون دروسهم مدخلا عبقريا لدراسة أنواع الأسماك . والتعريف عن طريقة اصطيادها . يشتد وطيس التحدي حول من يصطاد أكبر سمكة ، بيد أن الحظ يحالف رامي الصياد الصغير ويكسب في نهاية كل جولة . بحيث يكتشف أن مهنة الصيد تعلمنا على الصبر والثبات في أشد المواقف الحرجة . وأن البحر ليس مجرد ماء وسمك ، بل هو معركة تقوم بين الإرادة والحظ . وحين تشتد المنافسات ، وترتفع الهتافات : من يستطيع أن يصطاد أكبر سمكة ؟ يظهر رامي بقلبه الكبير وحكمته الصغيرة ، لينادي بأعلى صوته : ها أنا ذا .. يفوز لأن الحظ بجانبه . وربما لأنه يفهم سر البحر .

” الإصرار هو السنارة الحقيقية ” فإذا كان البحر مدرسة ، والصنارة قلما ، فإن رامي ” الصياد الصغير ” هو تلك القصة المشوقة التي تذكرنا بأن الحياة مغامرة ، وأن التحدي سيمفونية بديعة بين الإنسان والطبيعة .

فهل أنتم مستعدون لتجربة هذه الرحلة ؟ إذا هيا ! أمسكوا بصنارتكم ، ودعوا البحر يحكي لكم أجمل القصص .