كتب … عمر بن زيان
المجاهدة المتوفية شامة بوفجي …
ولدت المجاهدة شامة بوفجي ، أرملة الشهيد محمد الصغير براهم شاوش ، ببلدية بئر قاصد علي ، برج بوعريريج يوم 15 مارس 1992 في عائلة متدينة متفتحة على تعليم البنات ، و أصولها من بلدة زمورة ، انتقلت مع أسرتها إلى القصبة بالعاصمة عشرينيات القرن الماضي ، حيث التحقت مع شقيقتها خضراء بمدرسة الشبيبة الإسلامية ، كما حفظت القرآن الكريم منذ صغرها و كانت تجيد الإنشاد و تأدية المدائح الدينية في المناسبات و الأعياد .
تناولت شامة الكلمة في نشاط لجمعية الشبيبة الجزائرية بالقصبة سنة 1934لتقول
“أتمنى أن أصبح يوما ما رائدة لنهضة المرأة في الجزائر الحرة”
النشاط التربوي المبكر
وقد تحقق حلمها عندما دعت شامة سنة 1934وهي في سن 12 و بمساعدة من والدها بوفجي أمحمد
إلى تأسيس « مدرسة شريفة الأعمال »و هي مدرسة حرة لتعليم البنات المسلمات في القصبة بمدينة الجزائر ، فكانت أصغر معلمة في تاريخ الجزائر. كان مقر المدرسة بمنزل والدها وضمت قسما داخليا للبنات القادمات من ضواحي المدينة ، كما فتحت ملحقات للمدرسة في بولوغين و الشراقة وسيدي أمحمد وبئر خادم و الرقبة و العناصر و السيدة الإفريقية . وواصلت السيدة شامة مساعيدها لتعليم البنت الجزائرية المسلمة في غاية عام 1952 ، عندما تفطنت سلطات الاحتلال لهذه المدرسة فأغلقتها .
حسها الثوري و جهادها
عندما اندلعت ثورة التحرير الكبرى
كانت السيدة شامة قد استقرت ببرج بوعريريج مع زوجها (الشهيد ) محمد الصغير براهم شاوش ، فالتحقت بالعمل الثوري مباشرة ضمن شبكة مختار بوشنافة لتصبح نقطة اتصال بين الولايتين 3 و 4 ، تنقل الرسائل ، تساعد الشبان الجزائريين المجندين بثكنات العدو بناحية البرج للالتحاق بالثورة ، ناهيك عن استقبال المجاهدين ببيتها للتنسيق بينهم ، وكانت تحث النساء على مساعدة الثورة بخياطة الجوارب و الألبسة و جمع التبرعات للثورة
إلى أن ألقي عليها القفص وزج بها في سجن مجانة ، فتعرضت للتعذيب الذي ملأت آثاره جسمها .
اهتمامها بالمرأة و نهضتها
بعد الاستقلال وفي سبيل تحقيق نهضة المرأة الجزائرية ، أنشأت المجاهدة شامة بمالها الخاص وبعض التبرعات عدة نواد ببرج بوعريريج لتعليم النساء و البنات مختلف المهارات (الطبخ ، الخياطة ، الرقن ، اللغات ، المسرح)كما احتضنت العديد من الفتيات لسنوات طويلة ببيتها لتعليمهن على نفقتها الخاصة .
كان للسيدة شامة بوفجي دورا هاما
في تأسيس الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات ، و ترأست الاتحاد الولائي بسطيف ، و كثيرا ما مثلت الاتحاد في ملتقيات عربية وعالمية ، وهو ما جعل علاقتها ببعض المجاهدات و المناضلات وطيدة منهن : نفيسة حمود ، مامية شنتوف ، صفية بن مهدي ، زهور ونيسي وغيرهن.
وفاتها بعد مرض مفاجئء
استمرت شامة في خدمة الوطن وأجيال الاستقلال ، حتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي ، عندما توفيت في منتصف شهر ماي 1987 عن عمر يناهز 65 سنة ، ودفنت بمقبرة سيدي بتقة بمدينة برج بوعريريج في جو مهيب بحضور شخصيات وطنية ومحلية .
كتب … عمر بن زيان






































