___أمّــا قـــبـــل
اليوم العالميّ للمرأة
بقلم/ فائزة بن مسعود
كلّ عيد وأنت أيّتها المرأة بألف خير
هذا ما يقال لكُــنَّ، ولي كلّ عام…
والسّؤال
هل أنت بخير أيّتها المرأة
هل يكفي يوم في السّنة ليتذكّر العالم
أنّك امرأة
وتفضّل عليك(السادة)بعيد سنويّ؟
ما زلت أتساءل ؟
ما جدوى هذا العيد والمرأة ما زالت الحلقة الضّعيفة الهشّة ويسهل كسرها دون عناء يذكر؟
ما زلت أتساءل ما فلسفة هذا العيد
الّذي يذهب ويعود
والمرأة مستهدفة في جسدها وفي فكرها وفي كلّ كيانها ،والبعض ما زال يعتقد أنّها مخلوق ضعيف يحتاج سندا من جنس آخر ويظنّ أنّه مركز الجاذبيّة وفي أفلاكه تدور المرأة
أفِق يا هذا، المرأة سند نفسها وسندك
ولو لم تكن كذلك لانقرضتَ من جرّاء
ما لاقت وتلاقي من اضطهاد وتهميش وكَفْـر لـفضلها على الحياة كلّها…
أفق يا هذا
المرأة وجدان وعقل نيّر رصين
المرأة متعدّدة الرّؤى ونظرتها حولها عميقة وقزحيّة الألوان حيث
ترى الأمل في أوج اليأس
وترشد لبقعة الضّوء في العتمة
تذكّر كم التهمك اليأس وأرداك قتيلا
وطبطبة يد أنثى انتشلتك من جبّ الضِّياع وأنارت لك الدّروب المظلمة
وأعادت لك الفرحة،ولا يهمّ من تكون هذه الأنثى (أما-أختا-زوجة-ابنة-حبيبة-الخ)
أفِق يا هذا
بعض النّساء تجاوزنك بسنوات ضوئيّة في كلّ ميادين الحياة
ولن أقول(نساء بلادي /نساء ونصف)
بل أقول مؤكّـدة
(نساء بلادي هـنّ المفرد والجمع والكلّ والوجدان والفكر )
أما بــــعــــد
أهـــديك كلماتي هذه
كما أهديها لـكلّ رجل بارّ ما أحسّ يوما بعقدة (ذكر—أنثى)
لكلّ رجل ما وقف عند(الرجال قوامون )وتناسى بقيّة الآية ومعانيها
ولكلّ رجل مزّق شرنقة(مثنى وثلاثى ورباعي)
ولكلّ رجل أدرك أنّ جملة (أنت طالق يا امرأة) كانت وما زالت علامةضعفه وطعنا في قدرته على الاحتواء والعطاء…
إلــــيـــكِ….
عـــيدكِ حواء
أهو عيد أم خِداع
وهراء؟
وعن أيّ عــيد يتحدّث
أصحابُ السّعادة
يا ترى؟
وامرأتنا تباع وتشترى
في سوق النّخاسة
وتتطهّر بالنّجاسة
أي عيد؟!
والإعلام يهدر دمها
وكرامتها ودمعها
أي عـــيد؟!
والمال يفقدها الصّواب
ويرمي بها
في أحضان الذّئاب
وتنهش لحمها
وحوش الغاب
أي عـــيد؟!
وهي صورة باهتة في إطار
وأرخص قطعة في أثاث الدّار
وفي متحف الذّكورة
مومياء محنّطة الأفكار
أي عــيد؟!
وامرأتنا ما زالت عورة
ومجلبة للعار
وما زالت تُظلم
ومسدول عليها ألف ستار..
————-
فائزه بنمسعود
Discussion about this post