العراب فهد ردة الحارثي يروي من الذاكرة
متابعة الهام غانم عيسى
نشر عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي على صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك حكايا رحلته في مسرح الجمعية حيث كتب قائلا:
مسرح الجمعية 7
التجربة المسرحية من الناحية الفكرية والفنية
عندما نتحدث عن الشكل المسرحي لأعمال الفرقة سنجد أننا في مسرحية يارايح الوادي ومسرحية بيت العز مثلاً كنا نحصر أنفسنا في قالب ملحمي نحاول تقديم النص من خلاله ولكن الوضع اختلف تماماً في مسرحية) النبع) حيث قدمنا العمل من خلال استخدام تكنيك خلط المدارس في عرض مسرحي في محاولة إيجاد توليفة غير متنافرة لمسرح الدهشة والمسرح داخل مسرح ومسرح الحكواتي والمسرح الملحمي ومزج كل ذلك في قالب واحد وتقديم الموضوع دون التقيد بشكل واحد
وفي مسرحية (البابور) كانت أصداء نجاح (النبع (لا تزال تعيش في أذهاننا مما دفعنا للبحث عن الأفضل ودراسة كل المتغيرات على المساحة المسرحية وبالفعل كان لنا التعبير المطلوب من خلال استخدام صناعة نص أسطوري ومحاولة توظيف مسرح الفرجة وتوظيف التراث الشعبي ومحاولة إلغاء الكواليس وقطع الديكور والاعتماد على المسرح الفقير
وكان تحقيق ( البابور ) للكثير من النجاحات الرسمية والشخصية دافعاً لتقديم مزيد من الجهد في الدراسة والاطلاع للوصول لشكل جديد
فكانت مسرحية( أنا مسرور يا قلعة( التي تم فيها توظيف جسد الممثل ليكون الركيزة الأولى في العمل ليكون ويشكل ويغير فراغات المسرح في أشكال جمالية من خلال حركة الممثل وقدرته على التكوين والتشكيل في فراغ المسرح
بل إن مسرحية (زبن خليك رجال ) وهي مسرحية مونودراما تم تقديمها داخل أجواء رياضية تمتلئ باللهاث والركض داخل جو موسيقي مؤثر وباستخدام لعبة الإضاءة في التمهيد للعبة النص النفسي
وفي مرحلة لاحقة جاءت أعمال الفنار1996م والبروفة الأخيرة1997م كتجسيد حقيقي للمسرح الفقير وكانت ألعاب الممثلين وفق مناهج التدريب المسرحي في الورشة لاتزال مسيطرة على جو العمل
لنتخلص بعدها من ذلك وننطلق في لعبة جديدة تعتمر على التقنية في مسرحيات ( لعبة كراسي )1998 م ( والمحتكر ) وهي ألعاب تمكنت الإضاءة بها كلعبة تقنية قادت لتجربة جديدة وقتها لاستخدام خيال الظل الأمامي الملون وتحريك الممثلين بواسطة الإضاءة وصنع حالة من السينوغرافيا الضوئية المبتكرة التي قادتنا لها عملية البحث الدائم واللعب مع وسائط الإضاءة وفي مسرحية (المحتكر)2000م تم للمرة الأولى تحويل الحوار المنطوق في أجزاء من العمل لحوار مكتوب بشكل جرافيكي مع استخدام تقنية النحت الضوئي على جسد الممثل وصنع مكياج الإضاءة
ثم انطلقنا في مسرحية ( بازار )2001م نحو النص التراثي من خلال استخدام الحكواتي الجديد الذي يروي الحكايات التاريخية ومزجها بروح العصر مع تطوير استخدام تقنية الجرافيك في كتابة بعض المرويات على خلفية المسرح
وفي مسرحية ( عصف) 2002م كانت حقائب المسافرين هي وجوههم المقفلة وتم فيها الاعتماد على تقنية دراما الجملة الحوارية بحيث يكون للجملة بداية وعقدة ونهاية وكان الشكل يخرج من حركة المجاميع وتحولات لحركة الحقائب وتبدل دلالتها
ثم جاءت مسرحية ( العرض الأخير) 2003م في جو مشحون بالتوتر والمشاكل الإدارية وكانت تجسد حكاية ممثل قررت إدارة الفرقة الاستغناء عنه فلم يجد سوى توديع محتوياته وتفاصيله وحكاياته على خشبة المسرح وكان الشكل الإخراجي ينبع من الحالة النفسية للعرض وتم استخدام جمل بصرية ولعبة الصوتيات والتشكيل والتجسيد عبر جسد الممثلين وكادت هذه المسرحية أن تقضى علينا كمجموعة لشحنتها النفسية المكثفة فقررنا بالإجماع إيقاف عرض المسرحية بعد أربعة عروض فقط وذلك مالم نتعوده في كل الأعمال السابقة والتي كانت تستمر لمدة لاتقل عن العام في عروض متقطعة تعرض في كل مكان نتمكن من العرض فيه
وجاء الفرج في عمل مسرحي أعتبره يجسد حالة النضج الحقيقي في كل عوامل العمل وكانت مسرحية ( سفر الهوامش )2004م التي أستمر عرضها لما يقارب الأربعة أعوام بشكل متقطع وليس مستمر وعرضت في الطائف والرياض والباحة والقاهرة والأردن ومراكش وفاس وحققت نجاحاً عربياً كبيراً توجت خلاله بجائزة أفضل إخراج في مهرجان المسرح الأردني وهو مهرجان للفرق المحترفة وشاركت به معظم الدول العربية جاء نص سفر الهوامش ليحكي قصة الهامشيين في الحياة وتحولهم من المتن للهامش ومن ثم عودتهم للهامش وكانت الخطة الإخراجية له في تلعب في فضاءات جديدة من خلال مستطيلات حديدية كانت تسجن الممثلين خلالها لتجسد حالتهم وكانت الصورة البصرية لتشكيلات الصناديق تتماهى مع النص لتصنع مفردتها بشكل جعل الدكتور صلاح القصب خبير مسرح الصورة العربي يقول إن خارطة المسرح العربي قد تغيرت بعد هذا العرض
Discussion about this post