َكتب – أسامة خليل
تعتبر “إس – 400 تريؤومف” الروسية و MIM-104 Patriot الأمريكية في الوقت الراهن من أكثر منظومات الدفاع الجوي فاعلية في العالم.
وتم تصميمهما لتنفيذ مهمتيْن محوريتيْن: وهما ضمان الدفاع عن المنشآت الإستراتيجية مثل مراكز القيادة ومنصات الصواريخ النووية وما إلى ذلك من الهجوم الجوي من ناحية وتدمير الرؤوس القتالية لصواريخ العدو من ناحية أخرى.
وتم تزويد كلا المنظومتين برادار ذي هوائي شبكي نشيط من شأنه أن يزيد من معامل التأثير الموجّه ويقوّي الهوائي ويحمي من التشويش.
ويمكن أن تعمل المنظومتان بشكل مستقل وتحت السيطرة من قبل الدفاعات الجوية والدرع الصاروخية والأقمار الصناعية وطائرات الإنذار الراداري المبكر على حد سواء.
وعلى الرغم من تنفيذهما لمهام ممثالة فهناك اختلافات في مواصفاتهما التكتيكية التقنية. وعلى سبيل المثال فإن “باتريوت” قادرة على اعتراض الأهداف المحلقة بسرعة 2500 متر/ثانية على مسافة 100 كيلومتر وعاجزة عن تدمير الصواريخ الفرط الصوتية. كما إنها قادرة على إصابة 8 أهداف في آن واحد بفاصل زمني يعادل 3 ثوان. ولدى “باتريوت” صاروخ من نوع واحد يستخدم في كل حال من الأحوال.
بينما تمتلك “إس – 400 خمسة أنواع من الصواريخ لإصابة مختلف الأهداف. وبمقدورها مرافقة 100 هدف في وقت واحد وإصابة 36 هدفا منها.
واستخدمت منظومة “باتريوت” لأول مرة في حرب الخليج حيث أسقطت 45 صاروخا من أصل 91 صاروخا أطلقها العراق. واستخدمت منظومة “باتريوت” عند ذلك 158 صاروخا مضادا للجو. وفي معظم الأحوال تم تدمير جسم الصاروخ وليس رأسه القتالية. لذلك لا يمكن الاعتبار أن سلاح العدو تمت تصفيته تماما، إذ أن الخطر ما زال قائما.
أما “إس – 400” فإن المنطقة التي تحميها قبتها الدفاعية تزيد كثيرا عن تلك التي تحميها “باتريوت”، وذلك بفضل استخدام رادار الكشف الدائري. وبمقدور “إس – 400 تريؤومف” التعرف على كل الأهداف الطائرة الموجودة في العالم على مسافة 600 كيلومتر مهما كانت حمايتها، وبينها الطائرات الشبحية والصواريخ الفرط الصوتية.
وبعد التعرف على الهدف يتولى الرادار المضيء الذي يبلغ مدى عمله 400 كيلومتر مهمة مرافقة الهدف المراد تدميره ويرسل إحداثياته إلى مركز القيادة القتالية.
وتقوم المنظومة الروسية بتدمير الأهداف الجوية المعادية على مسافة 240 كلم، ما يزيد ضعفا عن مدى عمل “باتريوت”.
وعلاوة على ذلك فإن منظومة “إس – 400” بمقدورها تشكيل قنوات مستورة بين منظومات الدفاع الجوي التي تبعد بعضها عن البعض مسافة 90 كيلومترا.
وتستطيع المنظومة الروسية كذلك التعرف على أهداف كاذبة وعدم الانتباه إليها. وبالإضافة إلى ذلك فإن “إس – 400” لديها نظام قوي للوقاية اللاسلكية الإلكترونية ضد التشويش لا تمتلكه “باتريوت”.
فيما يتعلق بالحد الإدنى لعمل المنظومات فإن “باتريوت” عاجزة عن إصابة أهداف محلّقة على ارتفاع يقل عن 60 مترا. أما “إس – 400” فإنها قادرة على إسقاط هدف محلق حتى على ارتفا 5 مترات.
وفد خلص المحللون في مجلة “ذي نايشنل انترست” إلى أن “إس – 400” تعتبر منظومة قاتلة حقيقية لأي سلاح جوي في العالم. وبفضل قابليتها الفريدة للمناورة فإنها تضمن الحماية في عدة طبقات للدفاعات الجوية وتتفوق على معدلات أي منظومة أخرى للدفاع الجوي في العالم.
وبفضل نشر منظومة “إس – 400 تريؤومف” في سوريا استطاعت القوات الروسية التصدي للعدو تماما ومنع أية مسيّرة معادية من مهاجمة قاعدة “حميميم” الجوية.
وذلك في الوقت الذي عجزت منظومة “باتريوت” الأمريكية عن مواجهة درونات الحوثيين التي هاجمت منشىآت النفط السعودية حيث استطاع سرب من درونات الحوثيين الوصول إلى معامل Saudi Aramco دون أن يواجه أي حاجز، لأن رادارات المنظومة الأمريكية لم تلحظها. وحتى لو لحظتها لوجدت نفسها عاجزة عن إسقاطها لأن المسيّرات حلّقت على ارتفاع منخفض جدا.
إذن فإن وزارة الدفاع الروسية تمتلك وسيلة فعالة جدا للدفاع عن أجوائها. ويزداد عدد منصات “إس – 400 تريؤومف” في صفوفها من سنة إلى أخرى.
Discussion about this post