الفنان السوري تحسين نوفل من كندا الغربة زادت تعلقي بوطني الأم وهناك عازفوا ناي خارج الأضواء لضعف الإمكانيات

من هو تحسين نوفل كيف تعرف بنفسك لجمهورك ومحبي فنك ؟
أنا مهندس مدني خريج جامعة دمشق ١٩٨٦ ، ومقيم مع أسرتي في كندا منذ ١٧ عاماً .
بدأت تعلم العزف على الناي وانا طالب في الجامعة سنة ١٩٨٢ ، وقد تعلمت المقامات الموسيقية في ذلك الوقت من الفنان عازف الكمان صابر خليفة ، وقد رافقته في حفلات كثيرة في دمشق ..
لدي قناة في اليوتيوب اسمها ( ناي الشرق ) ، فيها مقطوعات متنوعة من التراث الفني الأصيل ..

متى بدأتَ مسيرتك الفنية ومن واين انطلقت؟
بدأت بالعزف في فرقة بيسان الفلسطينية ، وكان قائد الفرقة الفنان العراقي سامي كمال ، وكان ذلك سنة ١٩٨٦ ، وقد عزفت بعد ذلك مع فرقة نقابة الفنانين في السويداء ، في العديد من الحفلات ، كان منها حفلات للمطرب الراحل فهد بلان ..

أين تحسين نوفل من توجهات الرحابنة ؟
( الأخوين رحباني ) ، عاصي ومنصور ، هما مدرسة كبيرة في الموسيقا ، وقد قدّما إنتاجاً فنياً خالداً في الفولكلور والأغاني الشعبية ، كما قدما مجموعة مسرحيات غنائية تعتبر مدرسة في الكوميديا وفي النقد الاجتماعي والسياسي .
وتميزت المدرسة الرحبانية بابتعادها عن التكرار والبكائية السائدة في الأغنية الشرقية التقليدية..
وقد أحببت نتاجهم الفني ، بل عشقته ..

كيف كان لك ان تجول في المعمورة وجذورك تلازم قصبة نايك الشامي هل تشعر بتقاطعات تجعلك أكثر تمسكاً بوطنك الام سورية؟
جذوري عميقة جداً في وطني الحبيب سوريا ، ولم تؤثر الغربة في أحاسيسي ، بل زادتني تعلقاً ببلدي الأم ، وها أنذا أعيش في كندا ، وأمضي أيامي في العزف والاستماع الى موسيقانا الشرقية ..

هل تحسين نوفل يتماشى مع الجمهور النخبة ام يترك العنان للمتلقي في اي توجه ؟
أنا أحب أن أتواصل مع الجمهور كله بمختلف مستوياته الثقافية ، والفيس بوك قد أعطاني فرصة عظيمة وسهلة للتواصل اليومي مع الجمهور ، فأقوم ببث مباشر يومياً ..

كيف لك ان تتدارك صوت نايك الشجي وانت تتلقف اللحن بما يتناسب وطلبات معجبيك ؟
الحقيقة أن معظم الجمهور لا يدركون اختلاف نكهة الألحان التراثية عن بعضها ، فهم أحياناً يطلبون مني عزف أغانٍ تكون خارج السياق الذي أنا فيه ، فمثلاً يطلبون أغنية لعبد الوهاب أو فريد أو أم كلثوم ، بينما أكون منهمكاً بعزف ألحان الرحابنة لفيروز أو وديع الصافي ، أو العكس ..

كيف لتحسين نوفل ان يبدع في زمن التدني الموسيقي وركاكة الذائقة الموسيقية في زمن الإيقاعات المبتذلة؟
الإبداع هو إنتاج موسيقي جديد ، وأنا لست بهذا الصدد ، فهذا الموضوع الآن يتطلب إمكانيات مالية كبيرة لإنتاج فيديوهات تقترب من ذوق الجيل الجديد ، وتحاول الخروج به من مأساة الاغنية الهابطة الدارجة ..
وكل ما أفعله هو تذكير المتابعين بالفن الأصيل والتراث العظيم ..

مانظرتك للإبداع عند عازفي الهوائيات وبالاخص الناي من معاصريك ومن اهمهم بنظرك؟
هناك الكثيرون من عازفي الناي المعاصرين المهرة والموهوبين ، ولكنهم للأسف خارج الأضواء والشهرة لضعف امكانياتهم المادية ، ولعدم قدرتهم على مواكبة زمن اليوتيوب والترويج فيه لمعزوفاتهم .
أذكر منهم : فؤاد أبو حمدان وساير محمد ..

ماذا لو أنها آلة موسيقية أخرى هل لتحسين ان يبدع وينفرد بها كما تفرد بالعزف على الناي؟
نعم ، لأن الأساس هو الموهبة وتربيتها عبر الاستماع والتمرين ، وليس نوع الآلة ، فالعازف يصب إحساسه في أي آلة ، وتختلف الآلات عن بعضها اختلافاً يتعلق بتوزيع الألحان ، فتأخذ كل آلة ما يناسب طبيعتها ..

مالذي يجعلك أكثر تعايشاً مع جمهورك اثناء العزف؟
هل لك ان تنبئنا باول اندفاع لك لتعشقك نايك دون غيره ؟ .
في المناسبات التي أواجه فيها الجمهور ، أكون سعيداً إذا كان الجمهور يستمع باهتمام ، ولا ينشغل بأحاديث جانبية كما يحدث كالعادة في كل الحفلات ، وللأسف فإن الجمهور العربي بشكل عام لا يتقن الاستماع ..
أول مناسبة دفعتني للقيام بأمسيات على الناي المنفرد في المسارح حدثت سنة ٢٠٠٣ ، عندما دعتني الشاعرة الرائعة ليندا عبد الباقي إلى المسرح كي أقدم دقائق من موسيقاي الى الجمهور بعد أن انتهت من تقديم قصائدها ، فقد لاقى عزفي استحساناً كبيراً وتتالت بعدها دعوات المراكز الثقافية لي للقيام بأمسيات موسيقية ..

مامدى تنوع قصباتك التي تحملها دون فراق طيلة سنين كأنها مخلوقات تتعامل معها كأحياء لها روح وهل لكل ناي روحيته الخاصة ؟
النايات لا تختلف عن بعضها إلا بالطبقة ، فالناي الطويلة صوتها أثخن من الناي الأقصر منها .
وعدد النايات هو سبعة نايات وفقاً لدرجات السلم الموسيقي ..
والناي هو أجمل صديق لي ، فأنا أصطحبه أينما ذهبت ، لأنه الجزء الأجمل في شخصيتي ..

ما الذي تجده عند تحسين مازال مختبئاً في صدره ولم يخرجه ليلقى رواجاً لدى مسامع جمهوره؟
قطع موسيقية أقوم بتأليفها ، وأرجو إخراجها إلى النور في المستقبل .

مشاريعك المستقبلية ما هي؟
السفر حول العالم ولقاء الأصدقاء والموسيقيين في حفلات وجلسات دافئة عذبة ..

كلمة اخيرة لجمهورك ومحبي فنك؟
أحييكم وأشكركم على حفاظكم على ذوقكم الرفيع الأصيل في هذا الزمن المتردي على كل الأصعدة ..