بقلم … مؤيد نجم حنون طاهر
على جدارٍ مُبلّل بالغياب …
في الممرِّ الأخير،
كانت الظّلالُ تُفتّش عن أصواتِ أصحابِها،
وأنا أجرُّ قدميَّ
فوقَ بقايا مساءٍ مُهلهل،
أتشمّم العطرَ الميتَ في الزّوايا،
وأربّتُ على كتفِ أملٍ مكسور،
ذلكَ الّذي فقدَ رِجليهِ في المعركة.
—
خارج دائرة النّار،
يئنُّ يتيمٌ
يحملُ على ظهرهِ ذنوبهُ المهاجرة،
ويتوكّأ على عنقِ الليلِ المهترئ،
حيثُ الدّخانُ يلوكُ الحقائقَ
ويُخرِجها رمادًا باردًا.
أرواحٌ مشقوقة تسيرُ نائمة،
والضّبابُ يقاتلُ بشراسة،
يسقطُ الحبُّ كجنديٍّ بلا درع،
مرّةً أخرى،
مرّةً عاشرة،
للمرّةِ المليون.
أيّها القَدَر،
لماذا تنزفُ هكذا…
والقمرُ يبتعدُ عنك،
حزينٌ هوَ الحبّ،
لا الأعيادُ تعيده،
ولا المساحيقُ تعيدُ إليهِ وجنتَيه.
أجنحةُ المطرِ
تطيرُ إلى صحراءَ لا تعرفُ العطش.
استشهدوا…
لكي نكتبَ أسماءهم على هواءٍ لا يُمسَك.
أيّتها الأجراسُ البكماء،
اقرعي…
اقرعي حتّى ينفجرَ الصّمت.
بقلم … مؤيد نجم حنون طاهر
العراق