بقلم … عبدالرحمن حسن
(الفراغُ المراهق)
أيُّها الوقتُ
يا آخرَ الخاسرينَ
ويا أوَّلَ العالقينَ بأوزارِهمْ في الحقائِقْ
أنتَ أسرعُ مِمَّا توقَّعَهُ قاتلي
أنتَ أبطأُ مِمَّا تخيَّلَهُ في الغيابِ مُفارِقْ
أنتَ أشجعُ مِمَّا ستحتاجُهُ طلقةٌ
منْ زنادٍ جبانٍ
لكي تستفيقَ المصائرُ منْ نومِها في الأرائكِ
كيْ تستردَّ القيامةُ ما أفسدتْهُ النَّمارِقْ
أنتَ أوسعُ منْ حَيِّزٍ
سوفَ يَشْغَلُهُ شاعرٌ
في خيالِ الزّنابِقْ
أنتَ أخطرُ منْ دهشةٍ
وُضِعَتْ في الطّريقِ
كأيِّ كمينٍ
ومنْ خطوةٍ
وَضَعَتْ نفْسَها في المآزِقْ
أنتَ أكثرُ منِّي
وممَّا تخبّئُهُ لحظةُ الطًيشِ
في لسْعةِ النَّحلِ منْ قُبْلةٍ
في الشِّفاهِ لعاشِقْ
فأينَ سأتركُ ما سيفيضُ؟
ومنْ سوفَ يُكملُ هذا الفراغَ المراهِقْ؟
منْ سيركضُ خلفَ شُرودي؟
ومنْ سوفَ يحرسُ هذي البيادِقْ؟
منْ سيبْقى ومنْ سيعودُ معي
دونَ أنْ يسألَ الموتَ
عمَّا تبقَّى منَ الصِّفرِ
بينَ الخلودِ وبينَ المشانِقْ؟
أنتَ أكثرُ مِمَّا أريدُ
فماذا تريدُ؟
وماذا تبقَّى لأخسرَ هذا الرِّهانَ
وتكسبَ أنتَ الدّقائِقْ؟
بقلم … عبدالرحمن حسن