بقلم… رفقة علم الدين
المُحِبّونَ أنواع..
مِنهم مَن يُحِبُّ رَجاءً للحُبّ..
مِنهم مَن يَتّكِئُ على الاهتِمامِ،
لِيُسَكِّنَ رَعشةَ الأيّام..
ومِنهم مَن يَقتاتُ على دِفءِ غيرِه،
يَملأُ صَمتَهُ بصَدى لا يُشبِهُه..
مِنهم مَن يُحِبُّ،
لِيُرَمِّمَ ذاكرةً مَكسورة،
يَرى في الآخَرِ ظِلَّ مَن رَحَل..
ومِنهم مَن يُحِبُّ هَربًا،
كأنّ الحُبَّ مَلاذٌ لا يَفضحُ المَلامِح..
مِنهم مَن يُحِبُّ لِيُشفى،
يَنثُرُ قلبَهُ كدُعاءٍ في حَقلٍ غَريب،
علَّهُ يُثمِرُ سَكينة..
ومَن يُحِبُّ لِيُشهِدَ قلبَهُ،
بأنّ النّبضَ لَم يَخُنْهُ بَعد..
وهُناكَ العاشِقُ الصّامِت،
الذي يُقيمُ في الظِّلّ،
لا يَبوحُ، لا يُطالِب،
يُضيءُ للغائبِ شُموعَ الانتِظار،
ويُصَلّي للمَعشوقِ في صَمتِ السّماء..
وأصدَقُهُم..
ذاكَ الذي يَأتي نَقيًّا،
لا يُقايِضُ النّدى على الزَّهْر،
ولا يُراكِمُ الفُصولَ تَوقًا للحَصاد،
بل يَربِتُ على القَلبِ بِرِفق..
لا لِغاية، بل ليقيم،
كما يُقيمُ النّورُ في اليقين..
بقلم… رفقة علم الدين