محمد الحربي .. من موظف بسيط إلى رائد متميّز في المال والأعمال ..
بقلم : سلمى صوفاناتي
في زاويةٍ حيث تُنثر أحلامُ العظماء على مائدةِ التّحدّي، يجلسُ رجلٌ حوَّلَ عَرَقَ جبينِه إلى شُعلةٍ تُضيءُ للطامحينَ دربَ المجد. هنا، بين أضواءِ المقهى الخافتةِ وهمساتِ النّجاح، تُروى قصةُ “محمد الحربي”.. موظفٌ بسيطٌ لم تكنْ له حظوظُ من الدّنيا سوى إرادةٍ تُذيبُ الصّخر، وعزيمةٍ ترفضُ أن تُحْصَرَ في زاويةِ المستحيل. من وراءِ مكتبِ الاستقبال إلى قمةِ المشاريع، ومن خلفِ الكواليسِ الفنيّة إلى واجهةِ ريادةِ الأعمال، تسيرُ حكايتُه كأنّها قصيدةٌ كتبتها الأقدارُ بأحرفِ التّحدّي، ثم أهدتها للعالمِ دليلًا: أنَّ الحلمَ لا يعرفُ المستحيل ..
_ كيفَ انطلقتَ من ظلِّ الموظفِ المجهولِ إلى فضاءِ المالكِ الملهم؟
-محمد الحربي: كانتْ أيامًا كالنّسيمِ العابر.. لكنّها حملتْ في طيّاتِها بذورَ كلِّ ما تراهُ اليوم. وقفتُ خلفَ هذه المنضدةِ أرقبُ أحلامَ الآخرينَ وأحلمُ سرًّا أنْ يكونَ لي مكاني تحتَ الشّمس. لم يكنْ في جيبي سوى قوتِ يومي، لكنّ قلبي كانَ ممتلئًا بإيمانٍ لم يُبْقِ للاستسلامِ مكانًا.
-وكيفَ تحوَّلَ هذا الإيمانُ إلى واقعٍ ملموس؟
محمد الحربي: الإرادةُ.. هي الجوهرُ الّذي يُحوِّلُ الحجارةَ إلى قصور. كلُّ زاويةٍ هنا تحكي ساعاتٍ طويلةً من العملِ، وليالٍ لم أعرفْ فيها معنى الرّاحة. تعلَّمتُ أنَّ الفشلَ مجرَّدُ ظلٍّ يفرُّ حينَ تُضيءُ له بشمعةِ المُثابرة. حتّى مشاركاتي في عالمِ “ضرب الرّمل” وما بعده، كانتْ دروسًا علَّمتني أنَّ الفنَّ والإدارةَ وجهانِ لعملةٍ واحدةٍ: هما الإبداعُ والصّبرُ.
أترى أنّ الفنَّ ساعداكَ في رحلتِك؟
محمد الحربي: نعم، فالحياةُ أشبهُ بلوحةٍ.. كلُّ تجربةٍ تُضيفُ لونًا جديدًا. (يضيفُ بشغف) لكنّي أقولُ دائمًا: النّجاحُ ليسَ ضربةَ حظٍّ، بل هو قصيدةٌ تكتبها بيديكَ كلَّ يوم. لو انتظرتُ الظّروفَ المثاليّةَ، لكنتُ اليومَ مجرَّدَ مشاهدٍ للحياةِ، لا لاعبًا فيها!
_ كلمةٌ أخيرةٌ لمن يقرأونَ قصَّتكَ الآن؟
-محمد الحربي:لا تنتظرْ نسيمَ الحظِّ كي تبحرَ.. ابدأْ من حيثُ أنت، وبأقلِّ ما تملكُ، واصنعْ من طموحِك شراعًا. تذكَّرْ أنَّ كلَّ القممِ العاليةِ كانتْ يومًا ما حصًى تحتَ أقدامِ السّائرين!
وهكذا، بين رشفاتِ القهوةِ وضحكاتِ الذّكريات، تنتهي الجلسةُ تاركةً في النّفسِ عِبرةً: أنَّ الحياةَ لا تُعطي أسرارَها إلّا لأولئكَ الّذينَ يطرقونَ أبوابَها بيدٍ لا تعرفُ إلّا النقرَ المُتكرّر.. حتّى يفتحَ القدرُ، فيُعلنَ أنَّ المعجزاتِ ليستْ سوى إرادةٍ تُلبسُ ثوبَ العملِ، وحلمٍ يرفضُ أن يموت!