ذكرى وفاة الفنان أحمد مظهر
كرمه الملك فاروق وكان زميلا للرئيسين عبد الناصر والسادات
كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان أحمد مظهر الذي ولد في يوم 8 أكتوبر سنة 1917 وتوفي في مثل هذا اليوم منذ 23 سنة وتحديدا في يوم 8 مايو سنة 2002 هو فارس السينما المصرية بالفعل، وليس ذلك فقط لتميزه في تجسيد أدوار الفرسان على الشاشة، بل لأنه كان يتصف في الواقع بأخلاق الفرسان، وقد تم تكريمه من قبل الملك فاروق والرئيسين جمال عبد الناصر والسادات، وهو يعد واحدا من نجوم الفن المعدودين الذين تعلقت بهم قلوب المشاهدين، ويتذكره الجميع بالخير ويفرحون بمشاهدة أعماله كلما عرضت على إحدى القنوات الفضائية، وكان واحدا من أقرب الأصدقاء للأديب العالمي نجيب محفوظ وأحد أهم أفراد شلة “الحرافيش” الذين كانوا يلتقونه باستمرار بل وهو صاحب تسمية الشلة بذلك الاسم.
والفنان أحمد مظهر اسمه الحقيقي أحمد حافظ مظهر، وكان طالبا في الكلية الحربية حيث زامل الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات وتخرج معهما في دفعة سنة 1938، وخدم في سلاح الإشارة ثم في سلاح الفرسان وشارك في حرب فلسطين سنة 1948، ولعل الموقف الذي يقال إنه قد حدث بينه وبين الرئيس جمال عبد الناصر في سنة 1965 في اللقاء الذي جمع بين خريجي الكلية الحربية دفعة سنة 1938 يبين لنا جانبا مهمشا من حياة هذا الفنان الكبير، فحينما التقاه الرئيس جمال عبد الناصر في ذلك الوقت وكان مظهر قد استقال من الجيش وأصبح نجما سينمائيا كبيرا يقال إن عبد الناصر قال له: “أنت اللي فلحت فينا يا مظهر”!، وهذه العبارة إن دلت على شيء فإنما تدل على ما لمسه عبد الناصر من محبة وتقدير الناس لموهبة وقيمة الفنان أحمد مظهر فارس السينما المصرية.
والحقيقة أن مظهر لم يكن فنانا ممثلا فقط بل كان فنانا متعدد المواهب، حيث كان يهوى العزف على العود كما كان يهوى الرسم، وبالإضافة إلى ذلك كان يهوى زراعة النباتات والزهور النادرة في حديقة منزله، وللأسف ضاعت ثروته النباتية النادرة بسبب اقتطاع جزء كبير من حديقته وبيته بسبب إنشاء الطريق الدائري، وحينها بكى بكاء شديدا لما حل بحديقته التي تحتوي على ما ندر من نباتات وزهور، كما بكى أيضا بشدة أمام كاميرات التليفزيون حينما استضافه الأستاذ مفيد فوزي في برنامجه في ذلك الوقت.
والجدير بالذكر أن الفنان أحمد مظهر قد ولد في يوم 8 أكتوبر سنة 1917، وكان أول فيلم سينمائي شارك فيه هو “ظهور الإسلام” سنة 1951، واستقال من الجيش وهو برتبة عقيد سنة 1956، وعمل سكرتيرا عاما للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بجانب عمله بالفن، ولكنه تفرغ نهائيا للفن بداية من سنة 1958، وأشهر أعماله السينمائية هي “الناصر صلاح الدين” و”وا إسلاماه” و”الشيماء” و”دعاء الكروان” و”غرام الأسياد” و”الأيدي الناعمة” و”رد قلبي” و”لصوص ولكن ظرفاء” و”غصن الزيتون” و”لن أعترف” و”الليلة الأخيرة” و”القاهرة 30″ و”مع الذكريات” و”النظارة السوداء” و”لوعة الحب” و”العتبة الخضراء” و”جميلة” و”النمر الأسود” و”كلمة شرف” وغيرها من الأعمال الفنية التي لا تنسى.
ومن أشهر أعماله التليفزيونية “على هامش السيرة” و”القضاء في الإسلام” و”برديس” و”ليالي الحلمية” ج1 و”لا إله إلا الله” ج1 و”ضمير أبلة حكمت”، وفي أواخر حياته اعتزل الفنان الأضواء وأصيب بمرض الألزهايمر، وكانت وفاته في يوم 8 مايو سنة 2002 عن عمر يناهز 85 عاما، فإن كنت واحدا من محبيه فتذكره بالدعاء له بالرحمة واذكر اسم واحد من الأعمال الفنية التي شارك فيها وأعجبك فيه دوره.
Discussion about this post