الكابتن عادل شريف
المعلق الرياضي الذي جعل المصريين يعشقون لعبة التنس
كتب/خطاب معوض خطاب
الكابتن عادل شريف معلق التنس الشهير خلال ثمانينيات القرن العشرين وزوج الإعلامية الكبيرة سامية صادق يعد واحدا من أهم وأفضل وأشهر النقاد الرياضيين في مصر، وواحدا من أساتذة التعليق الرياضي أصحاب التعليق الممتع والسلس والسهل الممتنع الغزير المعلومات الممزوج بخفة ظل متناهية، بالإضافة إلى أنه كان صحفيا وكاتبا معروفا وله عدة إصدارات من الكتب الرياضية.
وقبله كان الاهتمام برياضة التنس في مصر مقصورا على الأغنياء وأولاد الذوات حيث كان يمارسها الأجانب وبعض نجوم المجتمع المصري، حتى أن الصحف المصرية كانت تنشر أخبار التنس على استحياء، وفي خلال سنوات قليلة استطاع بأسلوبه المتفرد في التعليق وغزارة معلوماته وخفة ظله أن يدخل لعبة التنس إلى كل البيوت، وحولها إلى رياضة شعبية يتابعها معظم المصريين الذين أصبحوا يحفظون أسماء أشهر لاعبي ولاعبات التنس العالميين وترتيب تصنيفهم العالمي.
وهو من جعلنا ننتظر مباريات التنس في البطولات الأربعة الكبرى “جراند سلام” التي تقام باستراليا وفرنس وانجلترا والولايات المتحدة الأمريكية بشغف مثلما كنا ننتظر مباريات كرة القدم العالمية، وأصبحت أسماء بيورن بورج وبوريس بيكر وكريس إيفرت وجون ماكنرو وجيمي كونورز ومارتينا نافراتيلوفا وشتيفي جراف وأندريه أجاسي وإيفان لندل وأرانشا سانشيز ومونيكا سيليز وبيت سامبراس ويانيك نواه وبيتر ماكنامارا معروفة عند معظم المصريين.
ولا ننسى تعليقاته ومصطلاحاته التي تفرد بها وصنعت شعبية كرة التنس في مصر والعالم العربي كله مثل “كرة قصيرة مكيرة” و”كرة ساحقة ماحقة” و”الآس هو ضربة الإرسال التي لا تُصَدُّ ولا تُرَدُّ وتَكَادُ لا تُرَى من فَرْطِ سرعتها”، وكذلك الألقاب التي أطلقها على اللاعبين مثل “الإعصار القادم من الشمال” و”بوم بوم” وجبل الجليد” و”إيفان الرهيب”، وكلماته التي أصبحت بمثابة حِكَمٍ تفرد بها، مثل قوله “الرياضة انتصار واندحار، والرياضي الحق هو من يعامل هذين الوغدين بنفس المعيار”.
وقد ولد عادل شريف بمحافظة الإسكندرية في سنة 1926، وحصل على ليسانس أداب قسم تاريخ من جامعة القاهرة في سنة 1949، وحصل على دبلوم صحافة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في سنة 1969، وبدأ حياته الصحفية في جريدة المساء في سنة 1957، كما عمل في عدد من الصحف والمجلات المصرية والعربية وأصدر عددا من الكتب الرياضية منها “قصة كرة القدم” و”حكاية كأس العالم 1930 – 1990″ و”هيديكوتي والشياطين الحمر” بالاشتراك مع كابتن علي زايور” و”ويمبلدون” و”طرائف اولمبية”.
وقد أصيب بضعف في شرايين القلب وخلال نهائيات بطولة “رولان جاروس” الدولية المقامة بفرنسا اشتد عليه المرض ورغم ذلك قام بالتعليق على المباريات وهو يداري ألمه، وبعد انتهاء البطولة سافر إلي بطولة “ويمبلدون” المقامة في إنجلترا وهناك أدركته الوفاة بعدما خرج من مسكنه متوجها إلي ملعب التنس في يوم 25 يونيو سنة 1992.
Discussion about this post