خريجة آداب لغة إنجليزية
الفنانة ملك الجمل.. إحدى ملكات الشر في السينما المصرية
كتب/خطاب معوض خطاب
الفنانة ملك الجمل التي كتبت عنها في كتاب “نجوم على الهامش” تعد واحدة من أبرز فنانات السينما المصرية اللاتي جسيدن الشخصيات الشريرة التي علقت في وجدان المشاهدين وتوصف بملكة الشر، وربما تكون ملامحها القاسية ونظرات عينيها الحادة وضحكاتها الشريرة هي التي جعلت المخرجين يسندون إليها تلك الشخصيات التي نجحت في تجسيدها بحرفية شديدة جعلت من يشاهدونها يخافونها ويكرهونها بمجرد مشاهدتها، وقد تركت بصمة فنية خاصة بها في جميع أعمالها واستطاعت بموهبتها الكبيرة أن تثبت وتؤكد أنها وإن لم تكن نجمة شهيرة إلا أنها كانت ممثلة قديرة لم تعتمد يوما على أنوثتها أو جمالها ولكنها اعتمدت دوما على موهبتها الكبيرة وإحساسها الصادق.
وقد ولدت في يوم 29 يناير سنة 1929 بمحافظة بورسعيد وتوفيت في يوم 23 ديسمبر سنة 1982 عن عمر يناهز 53 سنة، وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية ثم شهادة المعهد العالي للتمثيل، ورغم تجسيدها لأدوار الشر إلا أنها عرفت بطيبة قلبها وحبها للجميع، وعرفت واشتهرت من خلال شخصية خالتي بمبة الفضولية التي تتدخل دوما فيما لا يعنيها، كما أنها ثرثارة بدرجة جعلت الناس يشبهون هواة الثرثرة بأنهم مثل خالتي بمبة التي كان يوبخها زوجها أبو سيد وتختم الحلقات بادعاء البراءة والمسكنة وتقول دوما: “يا عيني عليا”، وتلك الشخصية أدتها الفنانة ملك الجمل باقتدار وعفوية جعلت المستمعين يتابعون برنامج “إلى ربات البيوت” على موجات إذاعة البرنامج العام سنوات طويلة.
وفي السينما استطاعت تجسيد جميع الشخصيات بمهارة وحرفية شديدة تجعلنا نصدقها في أدوار الشر ونخشاها، فمن ينسى دورها الشهير في فيلم “الشموع السوداء” حيث جسدت شخصية حكمت المرأة غريبة الأطوار القاسية الغيورة القاتلة، حيث أدت دورها بمهارة وإتقان وعفوية شديدة جعلتنا نكرهها في طفولتنا بل نكاد نموت رعبا حين نتابع خطوات قدميها وهي تتسلل للتنصت على الغرف، وكما صدقناها في دور الشر صدقناها في شخصية المرأة الطيبة زوجة الريس خميس أو الفنان فريد شوقي في فيلم “رصيف نمرة 5″، بل وتعاطفنا معها وبكينا عليها حينما تم قتلها.
وبين الشر والطيبة كانت للفنانة ملك الجمل عدة مشاركات فنية وإن كانت قليلة وذات مساحات صغيرة إلا أنها لا تنسى، مثل دورها في مسرحية “سكة السلامة” حيث أدت دور المرأة المتعالية التي كانت حسب قولها تشتري الجرائد كل يوم طازة بطازة، ودور المدرسة المسترجلة التي تتحرش لفظيا بزميلتها في فيلم “الطريق المسدود” مع فاتن حمامة، ودورها في فيلم “أم العروسة”، والخاطبة في فيلم “إسماعيل ياسين في الأسطول”، والعمة المادية التي تحاول حرمان بنات أخيها من الميراث بعد وفاته في فيلم “نادية”، والقوادة في فيلم “شفيقة و متولي”، كما أجادت أداء أدوارها في عدد من المسلسلات التليفزيونية منها “القاهرة و الناس” و”أوراق الورد” وغيرها.
Discussion about this post