حائكة الدّفء ، أمي
حين وُلدتُ،
أخبرتني الملائكة أنّها كانت تنتظرني ،
سمعت صوتَها فأقنعنت بالبقاء.
كنتُ أكتب الشّعرَ
ولا أعرف أنّني كنتُ أنسخُ صوتَها.
كلُّ استعارةٍ سرقتها من طريقةِ إبتسامتها الخجولة ، وهي تطرّز الدفء.
وكلُّ تشبيهٍ من خطواتها وهي تقفل الباب
برفق، كي لا توقظ الليلَ.
أمّي
تؤمنُ أنّ الغناءَ يمكن أن يُصلح كسورَ الرّوح،
وأنّ الوردَ يمكن أن ينبتَ
في قلبِ تربة مُتعَبة.
حين كنتُ أنظر إلى المرايا،
كنت أظنّ أنّني أرى وجهي،
لكننّي كنت أرى امتدادَها،
في عينيّ،
في ، رفعة أنفي،
في طريقةِ الوقوف ضدّ العدم.
أمّي
هي الوحيدةُ الّتي يمكن أن تتحدّث
مع النّباتات بلغةٍ لا نعرفها،
فتُزهِر.
تشرب القهوة،
فتُشفى المدينةُ من اكتئابِها.
كلّما كبُرتُ،
صارت هي أصغر،
حتّى صارت بذرة،
غرسَها الله في صدري،
وسقاني بها كلّما جفَّ النّبضُ في عروقي.
لا تسألني عن الله،
فأنا لم أره،
لكنّني رأيتُ أمّي
وهي تدعو،
وكفى بذلك دليلاً.







































Discussion about this post