بقلم الكاتبة الصحفية … بشرى دلهوم
نسب وهوية “أولاد نايل في الجزائر…أكبر قبائل شمال أفريقيا”
1. الأصل والتَاريخ:
قبيلة أولاد نايل تُعتبر من أكبر العروش العربيّة في شمال أفريقيا، ويُقدّر عدد أفرادها بأكثر من 15 مليون نسمة. تعود أصولها إلى محمد بن عبد الله بن محمد الخرشفي، الّذي يُنسب إلى الإمام الحسن بن علي. انتقل أجدادهم من المشرق العربي إلى المغرب الكبير خلال العصر العباسي، ثمّ استقرّوا في الجزائر، حيث انتشر نسلهم من خمسة أبناء: يحي، مليك، عيسى، زكريا، وفرج.
2. الهويّة والتّراث:
لا تزال مظاهر الحياة البدويّة حاضرة لدى أولاد نايل رغم التّطور الحضريّ. تشتهر القبيلة بـالخيمة النايلية (البيت الحمرا)، الّتي تُستخدم في المناسبات مثل الأعراس وشهر رمضان. تُعدّ الخيمة جزءًا أساسيًّا من جهاز العروس، وتتمّ صناعتها يدويًّا من الصّوف وشعر الماعز.
3. الملابس التّقليديّة:
للرجال: القشابية والبرنوس، وهي ألبسة مصنوعة من الصّوف أو وبر الجمل، تُستخدم لمقاومة البرد، ولها قيمة تاريخيّة حيث كان يرتديها المجاهدون خلال المقاومة ضدّ الاستعمار الفرنسي.
للنساء: الملحفة، الزّمالة، والجبين (عقد من الذّهب أو الفضّة)، إضافة إلى السّخاب (قلادة معطرة من العنبر).
كانت النّساء يضعن ريشة طاووس أو نعام فوق رؤوسهنّ كرمز للرفعة والفخر.
4. الفروسيّة والرّقصات التّقليديّة:
يُعرف أولاد نايل بمهارتهم في الفروسيّة، وكانت خيولهم جزءًا أساسيًا من جيش الأمير عبد القادر. من رقصاتهم المشهورة:
رقصة “المقاتل” أو “الفارس”: يؤدّيها الرّجال بالسّلاح والخيل، مستعرضين مهاراتهم القتاليّة.
رقصة الحرب: ظهرت خلال الاستعمار الفرنسي لنقل رسائل سريّة بين المجاهدين.
رقصة الحمامة: تُجسد العلاقة بين الزّوج والزَوجة عبر حركات تعبيريّة تُظهر الحبّ والوفاء.
5. رمزيّة اللباس والتّقاليد:
القشابية والبرنوس ليسا مجرد لباس، بل رمز للمقاومة والشّرف، فقد استخدمهما المجاهدون لإخفاء الأسلحة أثناء الثّورة الجزائرية. لا يزال أهل القبيلة يحافظون على هذه التّقاليد في الأعراس والمناسبات الوطنيّة.
خاتمة:
رغم التّطوّر، لا تزال قبيلة أولاد نايل تحافظ على هويّتها من خلال تراثها العريق في الملابس، الفروسيّة، والرّقصات التّقليديّة، ما يجعلها واحدة من أهمّ القبائل العربيّة في الجزائر وشمال أفريقيا.
بقلم الكاتبة الصحفية … بشرى دلهوم الجزائر، البليدة
Discussion about this post