مازال صوتها يتردد في مخيلتي
ناديا يوسف
في تلك اللحظة جميعنا شعرنا بالاستغراب والاندهاش ..مابال تلك المرأة ؟؟! ولماذا هذا الصراخ والبكاء الذي يدمي القلوب؟؟ ونطقت كلمتها غير الواضحة آه يا ولدي خرجت من فمها الذي مات فيه كل شيء و لم يبقَ فيه سوى المرارة والخوف والحزن
الطفل علي ابن الثماني سنوات أحلامه لم تكتمل بعد توقفت عند تلك اللحظة التي تعرض فيها للحادث صدمته الدراجة النارية وقع رأسه الصغير على الرصيف
مع نزيفه الداخلي نزف مستقبله الوردي الذي كان والداه يخططان له
هي الحياة نتجرع معها الألم
في هذه اللحظة لم يعد هناك اعتبار لأي شيء.. خطأ من؟ وكيف وقع الحادث؟
المهم أن روحاً صغيرةً براعمها ذبلت قبل أن تتفتح لعله القدر الذي يتحكم بِنَا و بمصيرنا كنت أسمع كثيراً هذه العبارة اللهم لا تقهرنا على أولادنا
أن تسمع خبراً ما شيء وأن تعيش اللحظة شيء آخر
تمزق قلبي بصراخها حقاً إن الانسان رغم قوته تأتي لحظة تحطم قلعته التي بناها لنفسه وخاصة عندما يحدث شيء لفلذة كبده
كم وددت ألا أكون في المشفى في ذلك الوقت كي لا أرى هذا المشهد بكاء الأب الصامت الذي يقف عاجزاً ودموع الأم الثكلى التي ترجو من الله أن تحدث تلك المعجزة لعل الأمل يعود من جديد ليخبرهم الطبيب أن ولدهم مازال يتنفس حتى لو بقي عاجزاً كانت مجرد أمنيات لم تتحقق لأن علي قد فارق الحياة حتى قبل أن يصل المشفى كان الله مع هذه الأسرة المنكوبة
كل يوم حوادث جديدة و سرعة جنونية وكأنهم في سباق مع الريح بل مع الموت
لم يعد للعقل مكان في حياتنا بالأمس القريب كان علي و البارحة شابة أخرى و الْيَوْمَ من يعلم كم حدثت حوادث و ماذا غداً لا أحد يعلم هي رمشة عين واحدة قد تودي بِنَا من حيث لا ندري
Discussion about this post