كنتُ صاخبةً كفناءِ مدرسةٍ في الفسحة
مليئةً بالضّجيج ، بالضّحكات
وبأحلامٍ تركض بأقدامٍ صغيرةٍ
ثمَّ غبتَ أنت
( فصِرتُ صفًّا صباحيًّا فارغًا
ينتظر المعلّمة الّتي لا تعود )
تراجعت الأصوات في داخلي
جلستْ كلُّ طفلةٍ فيَّ على مقعدها
تقطّبُ دفترها الصّغير
تمحو الحروف الّتي كانت تشبه اسمك
واحدةٌ غفت فوق الطّاولة
وأخرى رسمت نافذةً بلا ظلّ
وثالثةٌ كانت تفتّش عنك
في علبة ألوانٍ جافّة
وها أنا الآن ..
لي أربعون طفلةً صامتة
يدرّبن قلوبهنّ على الغياب
ويكتُبنَ في آخر السّطر :
(البيت الّذي كان يشبهُ حضن الملائكة
أغلق أبوابه )
رشآ هشآم






































