خاطرة بقلم / أيمن دراوشة
عندما يأتي المساء، تتجلى في السماء أسرارٌ لا تُحكى، وكأن الكون يهمس لنا بما لم نسمعه في ضجيج النهار. كل شيء يهدأ، إلا الشغف الذي يولد من رحم الليل. هناك في لحظات السكون، تُفتح أبواب العوالم الخفية، حيث تتحرر الأرواح من قيود الواقع، وتنطلق نحو المجهول بشجاعة لا تعرف الحدود.
شغف المساء ليس مجرد إحساسٍ عابر، بل هو نار تشتعل في الأعماق، توقظ فينا رغباتٍ نائمة، وأحلاماً لم نجرؤ على البوح بها. تحت ضوء القمر الخافت، تشتد الحواس، ويصبح للهمسات وقعٌ أعمق، وللنظرات معنىً أبلغ. كأنّ المساء يعزف لحناً خاصاً، يرافقه نبض القلوب المتعطشة للحياة.
في هذا المساء، تندمج الأمنيات بالنجوم، لتُصبح وعوداً لمستقبل ننتظره. ولا يبقى لنا سوى أن ننسج أحلامنا من خيوط الليل، ونعقد العزم على أن نجعل كل لحظة فيه شاهدة على شغفنا، على انطلاقتنا، وعلى إصرارنا بأن الغد يحمل معه أجمل الحكايات.
—–
أيمن دراوشة
Discussion about this post