استيقظت في صباح شتاء بارد وجدت كل المنازل قد انهارت من قصف الإستدمار الملعون وانهارت معها جميع الهامات.
بحثت عن الجميع فوجدتهم أشلاء.
واختلط الدم الأحمر بلون الثلوج. امتزجت معا بلون وردي يلوح بالأمل المحكوم عليه بالموت.
لم أجد مايدل على الحياة ،في الوجوه والأحداث والأماكن.
أسرعت إلى أمي فوجدتها ثكلى تبكي إخوتي دفعتا واحدتا.
وكانت أختي الرضيعة قد سكنها الرعب من دوي الانفجارات ترتجف كورقت هزتها الريح وقد جحظت عيناها.
عانقتنا أمي معا ،وهي تلتفت يمينا و شمالا من الذعر الساكن فيها،ودموعها التي لا تتوقف و دعاؤها بالنصر القريب لاينتهي طول اليوم وأبد الدهر.
دخلنا لمنزلنا الذي طمست ملامحه بشكل فضيع و أخدنا نبحث تحت الركام عن أطراف إخوتي طرفا طرفا. يد هنا ، رجل هناك ،رأس تتدحرج على الأرض .
جمعنا أشلاء أحبتنا كما تجمع الآتاث المتكسرة.
وآخرون لم يجدوا حتى أشلاء ذويهم. هي الحرب، و آثارها في النفس و المنازل الجميلة ،التي سويت بالأرض.
و براءة الأطفال التي أصبحت لا تتواجد في العينين التي أصبحت شغوفة للموت و الحقد الدفين الذي تكنه تلك القلوب الصغيرة لمحتلي أرضهم الطاهرة، ومغتصبي طفولتهم ومرحهم .
وحب الشهادة التي أصبح الحب الأول للجميع.
والحجارة التي أصبحت لهم وساما للشرف وحب الوطن وسلاحا للبقاء.
و بعد أن تعم السكينة للحظة واحدة فقط،نبحث عن من تبقى .
Discussion about this post