پجماليون و كالاتيا…
هي لوحة للفنان الفرنسي جان ليون جيروم، رسمها عام 1890.
فكرة اللوحة مأخوذة من قصيدة التحولات للشاعر الروماني اوڤيد، وتصور كيف يقبل النحات پجماليون تمثال كالاتيا الذي صنعه.
و تقول الاسطورة..
أنه كان يعيش في قبرص شاب وسيم يدعى بجماليون وكان هذا الشاب فناناً موهوباً في نحت التماثيل ولم يكن يصل لمستوى فنه وعبقريته أي انسان آخر في زمنه.
فكان ينحت التمثال من العاج او الحجر فيبدو كأنه مخلوق حي من لحم ودم.
وكان بجماليون يكره النساء بشدة ويرى أن المرأة مخلوق ناقص كله عيوب وأنها وراء كل الكوارث التي تصيب الرجال ولم يكن موقفه هذا يحتمل المناقشة او التغيير
لذلك أخذ على نفسه عهدا بألا يتزوج أو يفكر في النساء وقرر أن يهب حياته لفنه الذي ابدع فيه.
وبالرغم من موقف بجماليون السابق من النساء فقد كانت أجمل تحفة فنية صنعتها يداه عبارة عن تمثال لامرأة فائقة الحسن ، لم يكن التمثال مجرد صورة عادية ولكنه كان آية في الجمال والروعة وكان تجسيدا لكل اوصاف الحسن والجمال.
ولكن بجماليون أصابه أمر لم يكن يخطر بباله فقد أحب تمثاله حباً شديداً وأصبح لا يقدر على فراقه لحظة واحدة ، يقضي معه ساعات الليل الطويلة يقبله ويدغدغ يديه ووجهه.
كان يفعل كل ذلك وهو يتخيل أن أمامه امرأة حقيقية وليس تمثالاً ، ثم حاول بجماليون لفترة من الزمن أن يقلد الاطفال الصغار فيفعل معها ما يفعلونه مع دماهم يلاطفها ويلاعبها ويكسوها بالملابس الفاخرة.
ولكنه عبثا يحاول أن يبعث الحياة في شيء ميت ، وادرك بجماليون أنه لن يستطيع الاستمرار في هذا الوهم ومنذ ذلك الحين تحول بجماليون الى ضحية تستحق الرثاء والشفقة
وكانت ” فينوس ” آلهة الحب على علم بما يحدث لبجماليون فلما وصل به الحال الى هذه الدرجة القصوى من البؤس والقنوط رقت لحاله وقررت أن تساعده.
ولما جاء عيد الآلهة ” فينوس ” بدأت تنصب الزينات وتقام الافراح احتفالا بها وكانت المعابد تزدحم بالعشاق الذين يأتون من كل صوب حاملين هداياهم وقرابينهم الى آلهة الحب لكي ترضى عنهم وتتوسط لهم لدى معشوقاتهم لكي يبادلوهم حبهم وهيامهم
ذهب بجماليون بالطبع ليشارك هذه المرة ولم يكن من قبل يهتم او يبالي بمثل هذه الاحتفالات والطقوس وقد حمل هدية ثمينة تليق بمقام فينوس التي اصبحت آخر رجاء له.
وقف بجماليون وسط المعبد وأخذ يناجي فينوس يطلب منها أن تجد لبجماليون البائس عذراء تشبه تمثال المرأة الذي صنعه بيديه و وقع في غرامه وتجرع كأس عذابه حتى الثمالة.
وبعد طول وقوف ورجاء رأى بجماليون الشعلة تضطرم في الهواء فوق المعبد ثلاث مرات وكان هذا دليلا على رضا فينوس واستجابتها لتوسلاته ورجائه فاستراحت نفس بجماليون وشعر بالتفاؤل وبدأ الامل يتسرب الى قلبه.
ولما رجع بجماليون الى منزله ألفى حبيبته منتصبة على منصتها فنظر اليها نظرة طويلة ملؤها الرجاء والامل ثم اقبل عليها وامسك يدها و شعر بالحرارة تسري في عروقها
.. لقد حققت فينوس امنيته
اما بقية الاسطورة فتقول : ان بجماليون اطلق على عذرائه اسم كالاتيا وانهما تزوجا وان فينوس باركت زواجهما وحضرت حفل زفافهما بنفسها
وانهما انجبا طفلا اسمياه ” بافوس ” اطلق اسمه فيما بعد على مدينة قبرص.
جنان سليمان
Discussion about this post