عمود الإنارة الضرير
____________________
في الحقيقة الناس هنا اعتادوا مآسي الحرب
حتى الموت الذي أتخذ من بلدنا مكانا دائما
لإقامته
صار أليفاً ولم يعد يزعجهم كثيراً,
الحقيقة ما يزعج الناس
لصوص الناس ولصوص الوطن
الشحة في المقابر
الشحة في حفاري القبور
الأيام المكتظة بالجنائز
عمود الانارة الضرير أمام بيتي,
أنا كغيري صارت ذاكرتي منفضةً ممتلئةً
بالحزن
بأصوات الحرب المخيفة
بدموع الضحايا الأبرياء تصلبت
وعلقت بقاع ذاكرتي
برماد عشق اشتعل ذات أيام وانطفأ
وترسب رماداً في ذاكرتي,
عمود الإنارة الضرير لا يزعجني كغيري
كلما أثقل كاهلي حزني وحزن الوطن
أهرب إلي الشرفة أسرق حفنة قُبْلات
تتسلل من الشرفات والنوافذ,
هناك الهو في حقول جمالهن,
بسنابل شُعُورهِن
بتواطؤ من أصابع الريح وعمود الإنارة الضرير,
هناك أختبئ
من رعشة الخوف
من حمل همومي الثقيلة
من وحدتي الموحشة
من أنياب الكآبة المفترسة,
هناك أخدر روحي من الألم ب ليدو الخيال
أتمنى إمرأة لا تكون ثرثاراً
تقطع حبال خيالي حين أكون في طريق هروبي
من ثقل حزني وحزن الوطن
لا تزعجني بأسئلتها السخيفة
هناك تبدأ أصابعي تتحرش بالقصيدة.
سعيد العكيشي/اليمن
Discussion about this post