ماذا تعرف عن الصوفية
عند الهنود؟!! (2)
بقلم د. عبد العزيز يوسف آغا.
.
.
.
نتابع اليوم الحديث عن الصوفية عند الهنود ، وذلك لتنوع فرقها واتباعها وطرقها.
وتعتبر قصة بوذا التي نقلها المؤرخون في کتب تاريخ الأديان نقلا عن مصادر بوذية، خير دليل علی التعاليم المذکورة.
کان بوذا ملکا من قبيلة ساکياس باسم جوتاما. ويبدو أن الحکاية التي نقلها صدوق في کتابه «إکمال الدين» والعلامة مجلسي في «بحار الأنوار» بعنوان حکاية «بوذاسف» و«بلوهر» ترتبط بحياة بوذا قائد البوذيين.
بعد أن ندرس أحوال الهنود نری أنهم يرون منذ القدم السعادة في ترك الدنيا وتحمل الرياضات والمشقات. ومن هذا المنطلق يعتبر أساس تعاليم الديانات الهندية في التخلّي عن القيود والأمنيات والملذات الدنيوية وتحمل المشقات.
نيروانا
إن کلمة نيروانا في لغة سنسکريت بمعنی الإزالة وفي اصطلاح البراهميين والبوذيين هو حالة تعتري الإنسان بعد أن أطفأ شمع ذاته وبد أن أفنی نفسه.
ويری أبوريحان البيروني في کتابه عن النيروانا، أنه نتيجة لإکمال مراحل العبادة والاتصال بالله.
هذه العقيدة تعادل الفناء في اصطلاح المتصوفة المسلمين إذ يری المتصوفة أنه هو المرحلة الأخيرة للکمال والسلوك.
ولايتفق الهنود في عقائدهم تجاه نيروانا. إذ يعتقد البوذيون أن نيروانا عبارة عن وصول الروح الإنسانية إلی مقام يفقد ذاته الفردي ويتحد مع الروح الکلية والذات المطلقة . إلا أن الجنينية تری أن الروح لاتفقد ذاتها لدی الوصول إلی نيروانا بل تصل في تلك الحالة إلی نوع من الرضی والطمأنينة.
تعتقد الديانات الهندية أن الإنسان کي يصل إلی السعادة الأبدية (نيروانا) يجب عليه أن يمرّ بالسير والسلوك.يعلم «أوبانيشاد» هکذا: إن الذين يسيرون علی مذهب السلوك ويتمسکون بالرياضات ولايتزوجون ولايخلفون ويترکون الدنيا، بعد موتهم، يعبرون الشمس ويصلون إلی مکان لا فناء فيه.
بينما يری البراهميون أن هناك أربعة مراحل للوصول إلی الفناء:
1. مرحلة الطلب والمريد إذ يجب علی السالك أن يوفی بشروط الطلب ويکون في خدمة المرشد خدمة تامة.
2. أن يتزوج بعد فترة.
3. أن يترك الأهل والمنزل ويعيش في الغابات والصحاری البعيدة عن القری والمدن عيشة زهد وينشغل بالرياضة.
4. مرحلة نيروانا ونسيان النفس إذ يصل السالك في هذه المرحلة إلی مقام البرهمن ويقوم بإرشاد الناس کالباعة المتجولين الذين لاشيء لهم.
في الديانة البوذية أيضا هناك ثمان مراحل للوصول إلی نيروانا.وفي الديانة اليوغية أيضا يجب علی السالك أن يمرّ بثمان مراحل للوصول إلی نيروانا.
وحدة الوجود:
يبدو للباحث أن عقيدة وحدة الوجود لدی الهنود کانت قبل فلسفة الأفلاطونية الجديدة.يقول أبوريحان البيروني: يقول الهنود إن الموجود حقيقة واحدة وهي العلة الأولی التي تجلت في الکون بصور شتی وتلك هي القدرة التي تسربت إلی الأجزاء والأشخص في حالات متباينة وباعتقادهم من تشبّه کيانه بالعلة الأولی، سينضم إليها ويحدث هذا عندما يترك الملذات والأهواء.
يری البراهميون أن محاولة الإنسان لمعرفة خالق الکون أو الذات المطلق لاجدوی فيها.
التفکير والمراقبة:
يعتبر التفکير والمراقبة من القضايا الهامة في التصوف کما يعتبران من الطقوس الدينية في الديانة البوذية.يقول أبوريحان البيروني في هذا المجال: يری الهنود أن التفکير إذا انصرف عن غير الله، يوهب بمواهب ثمان:
1. لطافة الجسد إذ يمکنه الخفاء عن العيون.
2. تحقير الجسد.
3. إجلال الروح.
4. تنفيذ أي عمل أراد.
5. معرفة کلّ شيء أحب.
6. الرئاسة علی أي فرقة.
7. انقياد مرؤوسيه.
8. طيّ الأرض.
وإذا تمکن السالك من الأمور المذکورة يمکنه الوصول إلی مطلوبه تدريجيا ويتحد العاقل والمعقول.
ومن الملاحظ أن البوذيين والبراهميين يميلون إلی لبس الملابس البالية،، والعيش في العراء والذکر الجماعي.
على طريق النور نسير،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،
Discussion about this post