حين أمشي علي الرّصيف بخفّة سارق
كأنني سأجرحه
يعرفوني من الارتجاف الخفي والمفاصل
الباردة
يعرفونني في المدينة
بيديّ المتجمّدتين
والجائعتين أبداً للتشابُك
بسترة البرد التي أرتديها
دائمًا حتى
تحت حرارة الشَمس
وكأن الصقيع في الدّاخل لم يهدأ
يعرفوني في المدينة
حين أدخّن السجائر حتى نهايتها
وأسحقها بغضب
لتتفحّم أسفل قدمي
يعرفوني بهلعي وترقّبي
الشديد لصفّارات الإنذار
ومكبّرات الصّوت
بإلصاقي الدائم لوجهي عند زجاج
نوافذ المواصلات العامّة
ووسائل النّقل
يعرفوني بزقزقة العصافير السجينة
داخلي
كلما مشيتُ في مساحات شاسعة
في اتّساع عينيّ
في زهولي أمام العشّاق
والقُبل التي تطير في الهواء
دون أن تصطادها الشّرائع
يعرفوني في المدينة
بالصّنف الوحيد الذي أشتريه
من متاجر البقالة
من التنازل عن حقّي في الصفوف
والكراسي
من طلبي الزّائد للسكّر من صاحب
المقهى
يعرفونني من التردد
و الشرود
من اغروراق العينين
من جيبي الممزق
من يداي الّتي تنخر وركي
داخل بنطالي
يعرفونني في المدينه
من رباط حذائي المتين
من نظراتي المضطربه والتي لا تفهم شيئا..
يعرفونني من علامات جسدي
ومن كلّ شيء
حتي المرأة [التي تضع وشم الصليب على معصمها]
عندما قرأت ذالك في عينيّ
عند محطّة الميترو
صاحت فيهم دعوه لقد خذلته بلاده..
ينفجر الجّميع بالضّحك
وأنفجر أنا بالحنين..
الحنين الذي يعرفونني به.
بقلم يعقوب عبد العزيز
Discussion about this post