اتحرَّى عَنِّي بهذا الفجر البارد
أجدُني أتصيَّرُ لقطراتٍ ثلاث :
*
قطرةٌ تنزلِقُ على نافذةٍ ضبابيَّة
قطرةٌ تشفُّ بالزنبقة البيضاء
قطرةٌ تتجمَّدُ فوقَ القرميد الأحمر
*
أتحرَّى عَنْكَ بهذا الفجر البارد
أجدُك تمسحُ زجاجَ السيَّارة الضَّبابي
هكذا تمسَحُنِي أنا المُتبَلْوِّرة في القطرة الأولى
وبخِرقةٍ رطبة !
*
وأنايَ قد تصيرُ القطرة الثانية،
فأخافُ رَشْقاً..
لَوْ رَشَقَتْ يَدُكَ الزَّنبقة على صبيَّةٍ عابرة
*
وأنايَ قد تصيرُ القطرة الثالثة،
فأسيحُ عِشْقاً..
لَوْ حَنَّتْ الشَّمْسُ بنظرة إلى قرميد بيتِكَ
*
أتحرَّى عنَّا بعدَ ألفِ فجرٍ بارد
أجدُكَ علامةَ تعجُّب لَمْ تتعجَّبْ الحال
وأجدُنِي علامةَ استفهام بهذا السؤال :
كيفَ أنفلِتُ مِنْ لعنةِ الصَّيرورة إلى قطراتٍ ثلاث ؟
وبالرَّهافةِ أتقاطرُ فجراً على شيءٍ يخصُّكَ
كَـ زنبقةٍ بحديقتِكَ
أو نافذةٍ بسيارتِكَ
أو قرميد فوقَ بيتِكَ
عبثاً أحاولُ الجفافَ بآخرِ نُقطة
وأنا بنتُ الناقوط الشَّاعر نُقطة فَـ نُقطة
*
*
30 / شباط / ألفين وَ أنايَ المُتقاطِرة
*
جوانا إحسان أبلحد
Discussion about this post