تحوّلتُ دونَ شعورٍ إلى عنكبوتْ..
تجاوزتُ حرّيّتي
لستُ أدري متى بالتمامِ
بدأتُ أقصقِصُ جُنحَينِ
كانا يجرّانِ حملاً ثقيلاً بخفّةِ ريشٍ
كأنّهُما يحمِلانِ النهارَ ليومٍ جديدْ..
كأنّهُما يوقِظانِ البناتِ لأوّلِ كحلٍ وأجملَ عيدْ..
كأنّهُما يبعثانِ الصّراخَ بحنجرةٍ لوليدْ..
تجاوزتُ أمنيتي بالبقاءِ على قيدِ تيكَ الحياةِ
أطيرُ..
وأصفقُ جنحيَّ..
أعلو..
أحلِّقُ أكثرَ..
أكثرَ
أنقرُ حلمي كحبّةِ هالٍ بكفِّ السّماءْ..
وأشربُ ناراً بدونِ احتراقٍ
وأنفثُ ماءْ..
وأغفو مُعلَّقةً مثلَ شالٍ على كتفَي الهواءْ..
وأصحو
أحلّقُ أكثرَ
أعلو..
ويلهفُ نبضي لهالٍ بعيدْ..
تجاوزتُ ماهيّتي..
لستُ أدري متى بالتمامِ
استحالَ جناحايَ صنّارتَيْنِ
تحيكانِ للخوفِ أثوابَه من دمي
تخيطانِ بالصّمتِ عزفَ فمي..
لستُ أدري..
تثاقلتِ الذكرياتُ على ظهرِ ذاكرتي فحَنى..
لستُ أدري متى بالتمامِ هجرتُ الـ(أنا)
لستُ أدري..
تنازلتُ عن حقِّ نفسي عليَّ بألّا أسوّي ما لا تُريدْ..
كنتُ أعشقُ نفسي
تماماً كما تعشقُ النارُ طعمَ الحديدْ..
بقلم هبة شريقي
Discussion about this post