مقرئ ثورة 1919
الشيخ منصور بدار.. عَلَمٌ من أَعْلَامِ التلاوة في مصر والعالم
كتب/خطاب معوض خطاب
الشيخ منصور بدار رحمه الله يعد علما من أعلام تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم أجمع، وهو وإن كان لا يعرفه الكثيرون حاليا إلا أنه يعد واحدا ممن أرسوا دعائم فن التلاوة في مصر والعالم من بعد الشيخ أحمد ندا رحمه الله، وقد وصف أهل زمانه صوته بأنه مثل الذهب المصهور.
وولد الشيخ “مجول” التابعة لمركز بنها بمحافظة القليوبية في سنة 1884، وحفظ القرآن الكريم على يد الشيخ علي جاسر، ثم التحق بالأزهر الشريف، وتم اختياره قارئا للسورة بالأزهر الشريف في مقتبل حياته، وحينما جاء السلطان العثماني عبدالحميد الثاني إلى مصر وصلى بالأزهر الشريف استمع إليه وطلب منه مرافقته إلى استانبول، فأصبح المقرئ الخاص للسلطان عبد الحميد الثاني طوال مدة 14 سنة، وأطلق عليه لقب مقرئ السلطان، ولكنه عاد إلى مصر بعد خلع السلطان عبدالحميد الثاني.
وبعد عودته إلى مصر تعرف الشيخ على سعد باشا زغلول وصادقه، وكان في وداعه عند ذهابه إلى المنفى، كما شارك في ثورة سنة 1919 حيث كان زعماء الثورة يعلنون أن الشيخ بدار سوف يقرأ القرآن فيتجمع المصريون بالمئات والآلاف لسماع مقرئهم المفضل، ويقوم زعماء الثورة بتوزيع منشورات تحض على الثورة ضد الإحتلال عليهم، وحينما توفي الزعيم سعد زغلول ظل الشيخ يقرأ القرآن أسبوعا في مأتمه وظل وفيا لذكراه حيث كان يحيي ذكراه سنويا.
وقد قرأت عن الشيخ منصور بدار في كتاب “ألحان السماء” للكاتب الكبير محمود السعدني، كما قرأت عنه في كتاب “عباقرة التلاوة في القرن العشرين” للأستاذ شكري القاضي الذي ذكر أن الشيخ بدار كان يقرأ القرآن في مأتم الملك فؤاد وفجأة توقف عن القراءة، وعندما تعجب الناس وتساءلوا وقتها عن سبب توقف الشيخ المفاجئ عن القراءة، فقام بالإشارة إلى سيجار في يد وريث العرش الشاب فاروق، والذي استجاب لطلب الشيخ وأطفأ سيجاره على الفور.
وفي منتصف ثلاثينيات القرن العشرين طلبته الإذاعة المصرية ليقرأ بها، فاشترط على المسئولين أن لا يسبق تلاوته أو يليها أى شئ من الغناء والموسيقى أو ما شابه، فقط ممكن أن يسبق تلاوته حديث ديني فكان له ما أراد، وقد اعتزل الشيخ بدار القراءة في المناسبات الخاصة وهو في أوج شهرته ما بين سنة 1936 وسنة 1937، وكانت سنه في ذلك الوقت تقارب 54 سنة، واستقر بعدها في بلدته يقرأ القرآن في مساجدها حتى مات عن عمر 81 سنة، والجدير بالذكر أنه له تسجيلا في الإذاعة المصرية لبعض من آيات سورة “المؤمنون” ولكنه لا يذاع للأسف الشديد.
Discussion about this post