دمشق..
ودمشقُ ماءُ الروحِ في سِفْر البداياتِ الأخيرةِ
غيمةٌ للصمتِ
ريحُ الله ..
صلصالُ العذارى .. ياسمينُ الصوتِ
إيقاعُ السماءِ
أصابعُ الغيبِ
انتظارُ الحالمينَ ودمعةُ التكوينِ
ثغرُ الليلِ ..
عينُ المعرفةْ ..
ودمشقُ إمرأةُ الخطيئةِ
في أعالي الكونِ
لم تعرفْ سوى حلمٍ يباركُ طَلْقَها المجنونَ
في حمّى الوقوفِ أمامَ نهرٍ من أنوثتِها
وترقصُ وحدَها في الريح
تمسحُ ما تراكمَ من صدى الأشياءِ ..
دربُ الخارجينَ من الفراغِ إلى الحقيقةِ
قلبُها ماءٌ ..
يداها أبجديّاتٌ من غمامٍ
خبَّأَتْها في مرايا البحر ِ
فانهمرَتْ لغاتٍ فوقَ سطحِ الليل ِ
وانبثقَتْ صباحاً كالندى..
لم تعترفْ يوماً بقاتلِها
مضَتْ في دربِ عودتِها
كريحٍ عاريةْ..
ولها دمٌ في ذمَّةِ التاريخِ
ما زالتْ تجفّفُ نبعَه الأزليَّ
حينَ تفرّعَ من سماءٍ عاليةْ..
ولها سريرُ الظلِّ
حين ترمّمُ الأنوارَ
في جسدٍ
لشمسٍ غافيةْ..
ولها نبيذُ الخالدينَ
إذا تعتَّقَ في جرارِ الروح
لا رومٌ هنا ظلُّوا
ولا تـتـرٌ ..
وكلُّ الأدعياءِ مضَوْا
ولاةً أو طغاةً .. لا أحدْ
طحنَـتـْهمُ فيها رحى الأيّامِ
وانكسروا على بابِ الأبدْ
لم يبقَ منهم في المدى
إلا عروشٌ خاويةْ..
ودمشقُ ماءُ الروحِ في بدءِ الخليقةِ
كِلْمةُ الله الأثيرةُ :
كنْ فكانتْ
وانـتهَى عهدُ العصور الذاويةْ..
Discussion about this post