كنتُ، وأنا في الثامنة، أخرج من الدار وأمشي في عتمة الزقاق الضيق الذي يتلوَّى
والذي يحاصره جداران عاليان من حجارة الدبش السوداء والمتجهمة ، قاصداً البيدر
حيث أتربع فوق عُروق الشعير وأغني : على جسر المسيَّب سيبوني.. وأحياناً أبكي
لاحظتُ ، فيما بعد ، ما يشبه العلاقة : بين البكاء والجسر
بين الغناء والجسر ، بين الثورة والجسر ، بين الحب والجسر:
عيون المها بين الرصافة والجسر…
يعبرون الجسرَ في الصبح خفافا..
نمدُّ جسومنا جسراً ..
.. على جسر اللوزية ..
مُعظمَ أبناء جيلي وُلدوا تحت قنطرة ، في بيوت فلاحين لا تدخلها الشمس
القنطرة جسرٌ : كأن أقدارنا : أن نخلق ، وربما نعيش ، وقد نموت ، تحت الجسر
Discussion about this post