بقلم الكاتب والأديب
عبد السلام كريمي
في عام 1939 أتاحت الإذاعة المصرية للفنانين والموسيقيين أن يسجلوا أغانيهم وألحانهم لمدة 30 دقيقة، فكان هذا الوقت خياليا بالمقارنة مع وقت التسجيل على الأسطوانات الذي لا يتجاوز 3 دقائق فقط، فاستغلّ عبد الوهاب هذه الفرصة الثمينة وغنّى رائعته الشهيرة قصيدة الجندول للشاعر علي محمود طه، وهي قصيدة تبدو كأنها متحررة من العمود الشعري المعروف، بيد أنها تنطلق من مفتاح بحر الرمل ، ثم تتحرر من قيده نسبيا باتباع مسرى التفعيلة الأساس / فاعلاتن ،عبر أنهار النغم وفيوض الصور الرقراقة. والملاحظ أن عبدالوهاب قد لحن هذه القصيدة بعبقرية وذكاء، في أسلوب وصْفي أكثر مما هو تعبيري، وكأنه شاعر يلقي قصيدة بخلفية موسيقية. ورغم ذلك لم ينتقص وازع الوقت ومقاس الزمن ذاك، شيئا من حلاوة كلام القصيدة المتدفق ولا من روعة لحنها الشجي. ولعل في ذلك عبرة للأجيال….
Discussion about this post