الفرح !…
بقلم الشاعرة … حسناء سليمان
يا مُدمِنَ التّوقِ الى الفرح !…
الشّوقُ في قلبِكَ متوقّدٌ بالغربة
كلُّ مكانٍ تطؤُه قدماك
باهتٌ ، لا رونقَ فيه
كأنّكَ في قفرٍ تتعثّر …
الحجارةُ :لم يَنْحَتْها جارُكَ ،صديقُ الصّخر
الأرضٌ : لا شجرةَ محفورةٌ الأسماءُ على جذعها المعطّر
تُّربةٌ: لونُها حزينٌ ، لم تلمَسْها إلفةُ عشبةٍ خجولةٍ إذْ تظهر
والجوُّ مغبَرٌّ لم تُلَمِّعْهُ الشّمسُ ،لم يُسامرْهُ القمر
تسمع الأصوات ، ترى الخيالات
ولا تروق لك وجوهُ النّاس الطّافحة بالغبطة
همسُ العيون الولهى بنظراتِها لا تُوقظُك بلهفة
ابتساماتٌ، يهفو لها الفؤاد، لا تُوْلِعُ فيك الدّهشة
يُشيرون الى دنياهم ككنزِ سعادة
وأياديهم تُلامسُ روح المكان بعفّة
لكنّك عابسُ الجبين،جفَّت على شفتيكَ الكلمة
يا مدمنَ الهربِ الى الفرح تنبّهْ…
الدّربُ الى الهناء ارتقاءٌ والأحبّة
ويضطرمُ في خيالِكَ الحنين
بلادُكَ ،يا عاشقَ الفرح ،الاخضرار ُ والخيرات …
الفجرُ المنوّر ، أرجوانُ المَغيب والأشواق
بيتُكَ ،هبوبُ الدّفءِ ،قبلةُ الورود
أرضُكَ رقصةُ التّحدّي ،تشابُكُ الزّرعِ والأشواك
وإن تعثّرَ في موطنِكَ السّلامُ ،ونازعتِ الأحلام
يبقى الشّعورُ بوهجِ السّماء ورعشَةِ الظّلال
وقد يبزُغُ حلمٌ جميل …غفوةُ ارتياح وصحوةُ أفراح
فالقناعةُ : هي الثّوبُ الّذي يُدثّرُ عرّي الواقع
يا مدمنَ التّوق الى الفرح!…
الفرحُ ينبعُ من الدّاخل ، والأعماقُ أوتارٌ تَعزفُ الهناء
فحيث يولدُ المرءُ ويعيشُ شقاوةَ الطّفولة
تمتدُّ جذورُه جذلى في حنايا الذّكريات
فزغرداتُ القلبِ عصافيرُ البهجة
والإنسان يعشقُ قفرًا تربّى فيه
وفي هواهُ هو الجنّة…
وبساطٌ يُوسِدُ جسدَكَ المرهقَ، ويلامسُ روحكَ
هو النّعيم…
بقلم الشاعرة … حسناء سليمان ٢٠٢٣/٥/١٥
Discussion about this post