امبارح_احلى مع وائل رمضان
متابعة الهام عيسى
نشرالكاتب و المؤلف والمخرج السوري وائل رمضان على صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك عبرسلسلة يكتبها بعنوان امبارح أحلى حيث كتب قائلا :
ما عدا العراق !!!
هذه الجملة.. كانت تخنقني وتنبش أعماقي وتشعرني بالقهر كلما فتحت جواز سفري ووجدتها ممهورة على إحدى صفحاته…
وكثيراً من الأحيان كنت أتجنب هذه الصفحة وأتجاوزها بسرعة لأنها كانت تصيبني في كل مرة بشرودٍ غريب وتخبطٍ من عدم فهمها !
كيف ؟!ولماذا !؟
لست ضليعاً بالسياسة ولا أريد فهمها ولا يعنيني منها إلاّ هذا الألم الذي كان ينتابني من ( ما عدا العراق) ..
وبقيتُ على هذه الحال الى أن جاء اليوم الذي أُلغيت فيه… وارتاح عقلي وقلبي ..
ومن فرحي ..على الفور ذهبت وبدّلت جواز سفري
كي لا أرى تلك الجملة القاسية ثانية …
وشاءت الأقدار أن أُدعى لبغداد مكرماً في مهرجان بابل الذي أحترم .. وكانت سعادتي مضاعفة لأني مكرمٌ مع أستاذ المسرح د.جواد الأسدي أستاذي ..
والفنانة الصديقة حنان شوقي..
خلال رحلتي كان جواز السفر يلازمني طوال الوقت وكنت كل حين وآخر بيني وبين نفسي أفتح جواز السفر لأتأكد من عدم وجود ( ما عدا العراق)
انتهت أيام المهرجان وكان التكريم وساماً أحمله بقلبي ما حييت من بابل وأهلها الكرام …
وكان لدي متسعٌ من الوقت لقضائه في بغداد الحبيبة ولأني محبٌ للأدب والقراءة وشغوف بها ، قلت لرفاقي بحسرة : “يا ليت شاعرنا(مظفر النواب)
كان على قيد الحياة لكنت ……”
قاطعني صديقي بلهجته العراقيه المحببة:
” أبوحمزه على مودك حبيبي … مظفر عايش حبيبي …
أنا( مصدوماً ) ” عايش !؟ ”
الصديق: ” ااِيِ حبيبي نروح ويّاك نسمعو لو حبيت..”
وذهبنا فعلاً لحيّ أبو النوّاس العريق المطل على دِجلة ، سمعنا مظفرنا واستمتعنا وغبنا بين كلماته التي ينطقها نيابة عن كل ألسنتنا …
[ لماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها … أولاد القحبة لا أستثني منكم أحدا……. ]
وأشبعت ولم أشبع من شعره الفريد … وأنا غير مصدق لما حدث ، ولم أتوقع يوماً أن أشاهد النوّاب الذي كنت أراه دائما في مقهى الهافانا بدمشق مرة أخرى ! وأين ؟ في بغداد .. ؟!!
في صباح اليوم التالي سألني صديقي : ” شنو على بالك حبيبي أبو حمزه ”
قلتلو ” يا الله لو (ياس خضر) عايش ، بسمعه ع طول من صغري وكنت بتمنى بيوم من الأيام أحضره شخصي ، وخصوصا أغنية – عزاز – بحبها كتير منه رحمة الله عليه”
صديقي : ” ابوحمزه… حبيبي ياس ما مات ، ما مات ، ياس خضر عايش ”
أنا( مفلوجاً ) : ” كيف ؟! أنا نعيتو من سنة ونص !! ”
صديقي: ” حبيبي إمشي نروح نادي الصيد نسمع ياس وننبسط ”
ورحنا فعلاً ومع دخولنا انفرجت أساريري وأنا أسمع صوت ياس يشدو
[ مدللين والفراق بعينهم شوق الحمام الجاي لأهله ، والعتب بشفافهم شوق وحنين .. مدللين أحباب كلبي مدللين ..عزاز والله عزاز ]
وكانت الليلة الألف بأوجها من ليالي بغداد الجميلة رغم حزنها الأزلي….
وصلت صباحاً إلى المطار وقبل أن أتجه للركب الطائر هاتفني صديقي :
” وينك أبوحمزه حبيبي آني جيتْلك الفندك من الصبح ما لكيتك حبيبي …أكو شي حبيبي ؟؟ ”
أنا : ” صديقي أنا بالمطار ”
صديقي : “مطار شنو حبيبي ! مو كلت انك كاعد كمان اسبوع عدنا؟”
أنا: : ” بطلت ، ومسافر هلأ .. يعني إذا ياس خضر ومظفر النوّاب طلعوا عايشين بعد ما ماتوا…
بخاف اسألك عن صدام تقللي ما مات وبعدو عايش … وأكيد بدي روح إسهر معو ….إذا عايش حبيبي .. ”
وجملة (ما عدا العراق) محيتها مو بس من جواز سفري ، من ذاكرتي كلها … وبقيت محلها جملة وحدة بس ( إلّا العراق )
ماعدا_العراق
إلا_العراق
وائل_رمضان
Discussion about this post